قرأت لك

لماذا أقرأ
تأليف: ويندي ليسر

صدر كتاب “لماذا أقرأ: المتعة الحقيقية للكتب” عام 2014م، وافتتحته مؤلفته الناقدة والكاتبة الأمريكية “ويندي ليسر” بالقول: “يمكن أن تقودك القراءة إلى الملل أو السموِّ، الغضب أو الحماس، الاكتئاب أو المرح، التعاطف أو الازدراء، وهذا يتوقف على طبيعتك، وكيف يشكل الكتاب حياتك في اللحظة التي تقرأ فيها”، وتعتبر ويندي ليسر، الحاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة بيركلي عام 1982، من أشهر النقاد المعاصرين؛ ولها عشرة مؤلفات، تشمل دراسات أدبية أو ثقافية، ورواية واحدة، وسيرتين، وكتابًا عن الموسيقيّ دميتري شوستاكوفيتش.

شرارة الرغبة

تناولت المؤلفة “ويندي ليسر” في هذا الكتاب دراسات عن الروايات، والقصص، والمسرحيات، والقصائد، والمقالات، بالإضافة إلى روايات الخيال العلمي والمذكرات الشخصية، وأطلقت من خلال أسلوبها الأدبي الرفيع شرارة الرغبة العارمة لوضع القراءة على قائمة المهام اليومية المعتادة، فقالت: “قراءة الأدب وسيلة للوصول إلى شيء أكبر وأقدم وأكثر اختلافًا، فهي يمكن أن تعطيك شعورًا بانتمائك للماضي، فضلا عن الحاضر”.

أسلوب رصين وجاذب

نجحت ويندي في أن تتحدث في جميع فصول هذا الكتاب، بأسلوب رصين وسلس وجاذب وكانت من النقاد القلائل القادرين على فعل ذلك في العصر الحالي، من خلال فهمها للعلاقة بين خصوبة الخيال وحتمية الخبرة، وقد مارست النقد على خطى صمويل جونسون، وويليام هازلت، ونظمت في الكتاب ذي الفصول السبعة عناوين شيقة مثل: “السُلطة”، “العظمة والألفة”، و”بين الفراغ“وجعلت من كتابها “لماذا اقرأ” دعوةً للتوغل وبشكل عنيف في الأدب.

متعة حقيقية

تبدو ويندي في كتابها هذا، مدركة لأهمية وعلاقة جملة “المتعة الحقيقة” في العنوان الفرعي، ففي أي عمل فني، تدعو للتساؤل: “هل يمدني بالمتعة؟! وإذا كان الأمر كذلك، فما مستوى المتعة؟ وكيف تتأقلم طبيعتي بوجودها؟”. ووصفت متعة قراءة الكتب بالمتعة الصعبة، وترى أن الكتب العظيمة يجب أن توفر النشوة الجمالية قبل أن تتمكن من تقديم أيِّ شيء آخر، والمتعة من وجهة نظرها هي جمالية دائمًا وليست أيديولوجية، والنقد هو إما ممارسة عاطفية وشخصية، أو ممارسة عاجزة ومملة.

فهم أعمق

كتاب “لماذا أقرأ” لويندي لا يساعدنا فقط على كشف البهجة في روح الأدب وحسب، لكن للتواصل أكثر مع العقل؛ وزيادة تقدير ذواتنا وفهمها بشكل أعمق، ففي كل صفحة من صفحات الكتاب تكمُن شرائط من الحكمة الأدبية، ومن ذلك ما قالته ويندي: “إنَّ الحقائق في الأدب عرضية وتراكمية، وليست شاملة ودائمة”. وفي تعريفها للأجناس الأدبية المعاصرة ترى أنَّ “المؤلف الذي يعلن بثقة أنه ليس هناك حدود حقيقية بين العمل الواقعي والخيالي ليس هو الشخص الذي يجب أن تثق فيه فيما يتعلق بهما”.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA