روبوت يبني منزلاً كاملاً خلال يومين!

زاوية: إبداعات هندسية

منذ ما يزيد عن 6000 عام كان الإنسان ولا يزال يرصف الأحجار والطوب فوق بعضها البعض لتشييد المنازل، وحتى مع الثورة الصناعية لم يتمكن أحد من جعل هذه العملية آلية، إلى أن جاء (مارك بيفاك - مصمم الروبوت البنّاء Hadrian X) وجعل هذه التقنية ممكنة.

روبوتات البناء هي عبارة عن روبوتات آلية مبتكرة حديثاً، يمكنها التنقل في مواقع الإنشاء بشكل ذاتي، والقيام برصف الطوب والقرميد فوق بعضها وإتمام عمليات التشييد الأخرى، وفق عمليات مبرمجة مسبقاً باستخدام تصميمات غير قياسية، ما يتيح تعديل وتحوير الخطط المرسومة للتأقلم مع شروط موقع التشييد، وبذلك تجمع هذه الروبوتات بين دقة التصميم في المختبر، والتكيّف مع البيئة الفوضوية في الطبيعة.

يتكون الروبوت من قاعدة متحركة، يثبت عليها ذراع صناعية مزودة بمجسات ليزرية ثنائية البعد، موصولة بحاسوب داخلي للمساعدة في رسم خرائط ثلاثية الأبعاد لمكان العمل.

أحدث هذه الأجهزة هو الروبوت «Hadrian X» المطوّر من قبل شركة «Fastbrick Robotics» الأسترالية، والذي أخذ اسمه نسبة لحائط روماني شمال المملكة المتّحدة، وتتمثل آلية عمل هذا لروبوت برسم مخطط ثلاثي الأبعاد للهيكل الذي يجري بناؤه، قبل وضع أي طوبة، وحساب موقع وحجم كل طوبة، وبعد أن يتم تحميل الطوب في شاحنة، يتم تقطيع الأحجار حسب الحاجة، وتستخدم مواد لاصقة خاصة بدلاً من المؤونة الإسمنتية العادية، من شأنها تحسين سرعة التشييد فضلاً عن قوة البناء والكفاءة الحرارية.

احتاج إنتاج هذا الروبوت 10 سنوات وكلف حوالي 7 ملايين دولار أنفقت على الأبحاث، وجرى طرح عدة أجيال من «Hadrian» انطلاقاً من الجيل الأول «Hadrian 105» الذي يمكنه رصف 225 حجر بالساعة، وصولاً للجيل الأحدث «Hadrian X» ذو الإمكانيات الكبيرة.

وصمّمت هذه الروبوتات بشكل رئيسي لبناء تجمعات سكنية وضواح أو حتى مدن صغيرة، بحيث تحقق أعلى نسبة من الإنتاجية المرتبطة بانخفاض التكاليف، ويمكن للروبوت «Hadrian X» وضع ألف طوبة بالساعة في مكانها وبناء منزل كامل خلال يومين فقط بدلا من 6 - 8 أسابيع من العمل الشاق يحتاجها عمال البناء لإنجاز نفس المهمّة.

وبهذا المعدل يستطيع هذا الروبوت وحده بناء 150 منزلا في السنة، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية العمل 24 ساعة في اليوم و 365 يوم في السنة بشكل متواصل، ما يعني سرعة إنجاز خيالية، عدا عن تقليص مدة التخطيط اللازمة قبل تنفيذ البناء.

في النهاية ومع تزايد النمو السكاني العالمي وتصاعد الحاجة لبناء المزيد من المنازل والمرافق الأخرى، يعتقد العلماء أن استخدام هذه التقنيات سيجلب اهتمام الشباب للعمل في قطاع البناء، ومن المتوقع أن تزداد فرص العمل في هذا المضمار بنسبة 15% في العقد القادم وحتى عام 2024، ما يجعل من هذه التقنية أساسا لمستقبل مختلف في قطاع التشييد.

عمار سعود

كلية الهندسة المدنية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA