العلاج بالكهرباء.. جلسة علاج أم جلسة عذاب؟

 

المكان مصح نفسي، الزمان الواحدة ليلاً، الممرض غريب الأطوار، يلعب الورق مع زملائه، يأتي أحد المرضى ليزعجه، يضيق به ذرعًا فيسحبه لجلسة كهربائية، لئلا يعود مرة أخرى لإزعاجه، يدوي صراخ المريض وتصدر أصوات الكهرباء ويتطاير الشرر من رأس المريض، مشهد رآه العديد منا في بعض الأفلام والمسلسلات، هل هذا هو حقيقة العلاج بالكهرباء وهل هو حقًا يسمى كذلك!

معلومات كثيرة مغلوطة عن هذا النوع من العلاج لعلي أستطيع إيضاح بعضها من خلال هذه السطور.

العلاج بالتخليج الكهربائي هو المصطلح العلمي أو الترجمة لما يسمى باللغة الإنجليزية 

 

«electroconvulsive therapy» واختصارًا «E.C.T» والتخليج باللغة العربية هو مرادف لكلمة الصرع أو نوبة التشنج.

العلاج بالتخليج الكهربائي نوع من أنواع العلاج المعروفة في الطب النفسي منذ عقود، استخدم للمرة الأولى عام 1934م، فقد اكتشف الأطباء بالصدفة أن مريض الفصام أو الاكتئاب والذي يعاني من مرض الصرع في نفس الوقت تتحسن الأعراض لديه بعد نوبات الصرع، خاصة إذا كانت متكررة خلال الأسبوع، لذلك لجأوا إلى إحداث نوبة صرع أو تشنج لدى مرضى الاكتئاب والفصام الذين لا يعانون من مرض الصرع كنوع من العلاج، الذي أثبت تحسن المريض حقاً، وكانوا يستخدمون بعض الأدوية لإحداث نوبة التشنج.

ومع تقدم العلم بدأ استخدام الكهرباء بديلاً عن الأدوية لأنه أكثر أمناً وأقل في الأعراض الجانبية، ومع زيادة التقدم العلمي ظهرت أنواع جديدة من العلاجات النفسية الدوائية التي قللت من الاعتماد على هذا النوع من العلاج، فأصبح لا يستخدم إلا في حالات ضيقة مثل الاكتئاب الشديد أو الفصام المقاوم للأدوية، وكذلك في الحالات التي تتطلب تحسن المريض بأقصى سرعة ممكنة مثل التخشب.

يتم العلاج بالتخليج الكهربائي تحت تخدير عام تمامًا كتخدير العمليات الجراحية الكبيرة، بحيث لا يحس المريض بأي شيء أثناء الجلسة، بحضور طبيب تخدير مختص، وفيه يتم تمرير تيار ضعيف جدا من خلال منطقة الصدغين، لمدة 3-4 ثوانٍ، بعدها مباشرة تحدث للمريض نوبة تشنج تستمر 30-90 ثانية، وهو تحت التخدير الكامل، ثم تنتهي النوبة ويدخل المريض في نوم لبضعة ساعات، يصحو بعدها، ويشكو أحيانًا من تعب في العضلات وربما خلل مؤقت في الذاكرة للأحداث القريبة التي حدثت خلال اليومين الماضين، ولا يدوم أكثر من 24 ساعة.

عدد الجلسات عادة يتراوح من 6-12 جلسة حسب تحسن حالة المريض بمعدل 3 جلسات أسبوعياً، ولا يوجد سبب قاطع يمنع من إجراء الجلسات للمريض المستحق لها، والطريف في الأمر أنها من آمن أنواع العلاجات النفسية وأحياناً تنصح الحامل بالعلاج الكهربائي بديلاً لبعض الأدوية لكونه أكثر أمنا.

أخيرًا، ربما تتحقق بصدق ها هنا الحكمة القائلة «الإنسان عدو ما يجهل».

د. أحمد بن نايف هداج الهادي

أستاذ مساعد واستشاري الطب النفسي والعلاج النفسي

إشراف اللجنه الوطنيه لتعزيز الصحة النفسيه بالجامعه «تعزيز»

الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA