اللوم والتأنيب والمقارنة... أخطر مظاهر التفكير السلبي

يصف علماء النفس «اللوم والتأنيب والمقارنة» بأنها أخطر مظاهر التفكير السلبي وjmgv انعكاسات على ذات الشخص أسوأ من التي تحدث للشخص الآخر.

- اللوم: عندما تلوم أي إنسان فأنت تضعه في موقف الدفاع عن نفسه، وقد تكون النتيجة رد فعل سلبي، ولكن من الناحية الأخرى اللوم يجعل الإنسان يشعر أنه ضحية، وهذا هو السم الداخلي الذي يحدث للإنسان ويجري في عروقه ويخزن بعمق في عقله الباطن، أما النتائج السلبية التي تحدث بسبب اللوم فهي عدم استخدام القدرات.

- التأنيب: النقد في حد ذاته إن لم يستخدم بأسلوب جيد فإنه يسمى «الساندويتش»، أي أنك تبدأ بشيء إيجابي عن الشخص وتنهي الحديث أيضا بشيء إيجابي، وفي المنتصف تعطي رأيك في الفكرة وليس الشخص نفسه، لأن الشخص ليس أفكاره ولا سلوكياته فأنت تفصل بينه وبين سلوكه، أما إن لم يستخدم بهذه الطريقة البناءة فهو يسبب رد فعل عنيف لأنه يتعامل مباشرة مع المفهوم الذاتي للشخص الآخر الذي يحتوي على قيمه واعتقاداته ومبادئه وإدراكه، ويتحول من نقد بناء إلى نقد سلبي و«تأنيب»، ويسبب الشعور بالعزلة والضياع وأن الشخص ليس عنده قيمة، وأنه أقل من الشخص الآخر الذي ينقده ولذلك يكون رد الفعل قوياً وعنيفاً ويترك آثاراً سلبية تؤدي إلى الغضب والحزن.

- المقارنة: المقارنة لها ثلاثة أنواع أساسية، الأول مقارنة بين الشخص ذاته وبين الآخرين، وهنا يقارن الشخص بينه وبين شخص آخر في النتائج والسلوكيات والشكل والوظائف، ومشكلة هذا النوع من المقارنة هو أن الشخص يركز على شيء ضعيف في نفسه ويقارن به شيئًا قويًا عند الشخص الآخر؛ فمثلاً من الممكن أن يكون الشخص قصيراً فيقارن بينه وبين شخص آخر طويل فيشعر بإحباط، وهذا النوع من المقارنة يسبب للشخص الشعور بأنه أقل من الآخرين ويجعله يقع في حفرة الحسد والحقد والشعور بالغضب والحزن.

الثاني مقارنة بين الشخص ذاته في وقته الحاضر وبين نفسه في الماضي، وهنا يكون الشخص في حالة نفسية أو مادية أو معنوية أو عائلية أو اجتماعية أو حتى صحية ضعيفة، فيفكر كيف كانت حالته في الماضي وأنه كان أفضل من اليوم، وتفكيره بهذه الطريقة يجعله يشعر بالتعاسة والإحباط لأنه فقد ما كان عليه بالأمس، والحقيقة أن هذا النوع منتشر جدا بين الناس، فقد تجد شخصًا يتكلم عن الماضي وكيف كان رائعًا وكيف أن الحياة لم تصبح كما كانت بل أصبحت صعبة جدا، وهذه المقارنة تجعله يشعر بالحسرة والحزن.

الثالث مقارنة بين شخص وآخر، وهنا يأخذ الشخص مكان القاضي فيحكم على إنسان بأنه أقل من شخص آخر، فمثلاً قد يقارن بين أخ وأخيه فيقول له: انظر إلى أخيك كيف أنه رائع في عمل واجباته، أما أنت فتضيع وقتك في أشياء لا تفيد. وهذه المقارنة لها رسالة خفية ترسلها الأم بدون إدراك واع لخطورة هذه المقارنة، وهي أن الشخص الذي تقارن بينه وبين الآخرين هو أقل منهم وأنهم أفضل منه، وذلك يجعله يشعر بعدم التقدير وبأنه أقل من الآخرين، وذلك يسبب له الشعور بالحقد عليهم وكرههم وأيضا بالغضب تجاه الشخص الذي يقارن بينه وبين الآخرين بهذه الطريقة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA