وجوب الصبر على طلب العلم

لا شك أن العلم أشرف النعم وأعلى المنازل والرتب، وميراث الأنبياء والطريق المؤهل إلى الجنة، لذلك كله لم يكن تحصيله سهلاً، بل لابد في سبيل ذلك من مجهود عظيم وتضحية ثمينة؛ كيف لا والمكارم منوطة بالمكاره والسعادة لا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب!

ولقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن سلوك طريق الآخرة بصفة عامة صعب، وأن تحصيل الآخرة عسير لا يحصل إلا بسعي حثيث، فقال كما روى أبو هريرة رضي الله عنه: «أَلا إن سلعة اللَّه غالية، ألا إن سلعة اللَّه الجنة».

ولما رأى أحد أصحاب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله جهده ومثابرته سأله قائلاً: إلى متى تستمر في طلب العلم، وقد أصبحت إمامًا للمسلمين وعالمًا كبيرًا؟! فقال له: «مع المحبرة إلى المقبرة»!! ومعنى ذلك أنه سيستمر في طلب العلم إلى أن يموت ويدخل القبر، رغم أنه لم يكن في عصره من هو أحفظ منه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم لَقَّبوه: «إمام السنة وفقيه المحدثين».

يقول الشافعي رحمه الله: «حق على طالب العلم بلوغ غاية جهده في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصًا واستنباطًاً، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه».

محمد النفيسي

قسم الجيولوجيا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA