يسعى هذا الكتاب لرصد مجموعة من المتغيرات التي أسهمت في تغيير شكل الحياة في العالم؛ سواءً في الدول المتقدمة أو النامية، ومصدر التأثير الكبير لما يسمى “العولمة” التي مسَّت العصب الحساس في التنظيم المجتمعي وهو النظام الاقتصادي، وعصبه الأساس “الإدارة”.
عصر ثنائي التوجه
نحن نعيش عصرًا ثنائيَّ التوجه، الأول “عولمة” أحالت العالم إلى قرية صغيرة وغيرت شكل الحياة بما ابتدعته من انفتاح وتواصُل بين الشعوب والدول؛ بفضل تقنيات الاتصالات والمعلومات، وفي قمتها شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والتوجه الثاني تحوُّل كثير من المجتمعات الإنسانية إلى “مجتمع المعرفة”، تنهل من نتاج عقول البشر وإبداعاتهم الفكرية، ومستحدثات العلم والتقنية، ما تحيل به حياة مواطنيها إلى مستويات متعالية من الرفاهة والعدالة الاجتماعية.
الإدارة الحقيقية
حسب هذا الكتاب فإن الإدارة الحقيقية هي نتاج التزاوج بين “العولمة” و”المعرفة”؛ فساعدت على انتشار العولمة وتهذيب ممارستها، كما ابتكرت الأساليب والنظم لتوظيف المعرفة المتجددة وملاحقتها بتطبيقات طورت منظمات الأعمال وكافة المنظمات والمؤسسات المجتمعية، وأسهمت بذلك في تطوير حياة الناس إلى مستويات أفضل بشكل عام.
الإطار الفكري
في خمسة عشر فصلاً، قدَّم المؤلف الموضوع بدءًا من الإطار الفكري للإدارة في عصر المعرفة والعولمة؛ العولمة التي عرَّفها بأنها العملية التي تصبح معها الدول متكاملة على نحو متزايد، بسبب التقدم التكنولوجي، ومن هذه العولمة استثمرت الإدارة هذا الواقع الجديد، وأبدعت أنماطًا جديدة تقوم على «في أيِّ وقت، في أيِّ زمان، حسب الطلب، الجودة الشاملة» وارتبطت العولمة بعدد من المنظمات وفي مقدمتها منظمة التجارة العالمية.
اقتصاد المعرفة
كما تطرق الكتاب إلى مفهوم اقتصاد المعرفة، وذكر أنَّ تلك المجتمعات ساعية لتطوير نُظم الاقتصاد فيها إلى نظام “اقتصاد المعرفة”، حيث يصبح إنتاج واستخدام المعرفة هو أساس النمو الاقتصادي وخلْق الثروة، بالإضافة إلى عوامل الإنتاج التقليدية من العمل ورأس المال والموارد الأولية والتنظيم، وتطورت المفاهيم الإدارية الجديدة المتوافقة مع العولمة ومنها: أهمية التعامل مع المناخ المحيط واعتباره عنصرًا أساسيًّا، وإدراك أهمية السوق بمعناها الواسع، وتكثيف استخدامات تقنيات الاتصالات والمعلومات، وحشْد الموارد، والانفتاح بين الأسواق، والتركيز على اقتصاديات الوقت.
تخطيط وإعداد
كما ذكر المؤلف أنَّ الاهتمامات والتوجهات الإستراتيجية للإدارة العولمية تقوم على مبدأ مُهم؛ وهو أنَّ التميز والنجاح في استثمار الفرص ومواجهة المهددات لا يتحققان بالتمني أو بالتقليد، بل بالتخطيط والإعداد في سبيل التخلص من مفاهيم وموروثات إدارية لم تَعُد تواكب العصر.
إدارة التنافسية
وتطرق إلى إدارة التنافسية في عصر العولمة التي تتخذ في نظام الأعمال الجديدة أبعادًا مختلفة تميزها عن المنافسة التقليدية. وعرَّفها بأنها ليست مجرد التفوق على السلع والعمليات التي يمارسها المتنافسون، بل إيجاد وتنمية الفرص الجديدة من خلال تكوين رؤية مبتكرة للمستقبل.
إدارة التغيير
كما عرج إلى إدارة التغيير في عصر المعرفة، وذكر أنَّ تسارُع إنتاج وتداوُل وتراكُم المعرفة الإنسانية يتيح فرصًا أفضل لفهم ما يجري ويحيط بالإنسان، وأنَّ مصادر المعرفة متعددة ومتداخلة، وتتخذ سلسلة من العمليات المتكاملة تبدأ في البحث عن المعرفة؛ بغرض التعرف على الفرص والمهددات الخارجية، والموارد والمعوقات الداخلية.
رأس العمل
وفي ختام الكتاب، أفرد فصولًا لمناقشة رأس العمل الفكري الذي يتناول الموارد البشرية التي تمس الدعامة الحقيقية التي تستند إليها المنظمة الحديثة لتحقيق أهدافها، ومفاهيم ونماذج التميز والفكر الإداري في الألفية الثالثة.
إضافة تعليق جديد