نسعد هذه الأيام في جامعتنا بانطلاق صندوق دعم البحث العلمي, وهو مشروع حيوي يذكر فتشكر تلك الجهود المبذولة من إدارة الجامعة ووكالتها وعماداتها المختصة في تحقيق حلم التوازن. فنحن نعرف عندما تصبح الموارد محدودة والميزانيات معروفة، عندها يكون الصرف وفق جدول الأولويات، وبالتالي تأتي الكليات الإنسانية في ذيل قائمة الصرف، وذلك لأسباب عدة منها طبيعة المنافسة ونتائج البحث الآنية.
ما يهمني هنا هو تعزيز البنية البحثية في الكليات الإنسانية، فمختبرات البحث في هذه الكليات لم تعد مقتصرة على تلك المختبرات المتآكلة لترديد مفردات اللغة الإنجليزية، فقد أصبح للكليات الإنسانية نصيب من مختبرات البحث المشتركة، فعسى أن ينصف هذا الصندوق مختبرات الكليات الإنسانية التي تدور في حلقة الأمل والمطالبة، ومن يظن أن تلك الكليات قادرة على الانتقال في مساحات جديدة في فضاء نظريات المعرفة وتطبيقاتها الإنسانية بتلك الأدوات البدائية التي لم تتجاوز السبورة والطباشير إلى جهاز عرض وشاشة، وهنا يكمن الخلل، فالذي يزور الكليات الإنسانية في الجامعات العالمية يرى حجم التغيير الموجود والمرتقب، ولعل الخطوة تبدأ بنقاش علمي أو ندوة حول تطوير مختبرات الكليات الإنسانية ومناهجها البحثية التطبيقية، عندها سنكتشف طبيعة العلاقة مثلاً بين قسم كالإعلام وكلية الطب مثلاً.
إضافة تعليق جديد