فكرُك يؤثر على جسدك وأحاسيسك وسلوكك

لا شك أن هناك صلةً وثيقةً وارتباطاً عميقاً بين عقل الإنسان وجسده، فما تفكر فيه وتقوله لنفسك يأخذه المخ ويفتح ملفاً خاصاً به، بما في ذلك تحركات الجسم وتعبيرات الوجه الخاصة بهذا الملف، فيشعر الإنسان بجسده بسبب الفكرة، لذلك عليك أن تجعل كل أفكارك إيجابية، سواء ما تعلق منها بجسدك، أو إحساسك، أو سلوكك.

 

الفكر والجسد

إن ما يفكر فيه العقل يؤثر على كافة أعضاء الجسم الخارجية، من تعبيرات الوجه وتحركات الجسم وأيضا أعضاء الجسم الداخلية، ويشمل ذلك زيادة ضربات القلب وارتفاع أو هبوط درجة حرارة الجسم، أو طريقة التنفس وضغط الدم مما يؤثر على الكبد والكلى والطحال والمعدة والرئة، كما أن الفكر يسبب الأمراض، بمعنى أن الإنسان إذا «تمارض»، أي ادعى المرض وأظهر الشكوى والأنين فسيصبح ذلك حقيقة ويسبب لنفسه الأمراض.

 

الفكر والأحاسيس

الأحاسيس رد فعل طبيعي لما يحدث بداخلنا من أفكار وملفات ذهنية، ومن نعم الله علينا أن جعلنا نعرف معنى كل إحساس مهما كان، مثل الغضب والغيرة والكره والحقد، والتغيير يبدأ من الداخل وينطلق من الأفكار والصورة الذاتية والتقدير الذاتي، كما يتأثر بالقيم والاعتقادات الراسخة، لذلك إذا أردت فعلاً أن تغير حياتك للأفضل فابدأ اليوم ولاحظ أفكارك وتحكم فيها وسترى بنفسك الفرق الكبير والتغير الإيجابي الذي سوف يحدث في حياتك.

 

الفكر والسلوك

تفكيرك يؤثر على ذهنك ويجعلك تركز على الشيء الذي تفكر فيه، وهذا التركيز ينتقل إلى الأحاسيس ومنها إلى السلوك، فتظهر على وجهك التعبيرات ويبدأ جسمك في التحرك لكي يدعم الكلام، وكل ذلك سببه الأساسي هو الفكر، وهناك سلوك عدواني أو هجومي يتسم بالشراسة، وسلوك مغاير يتسم بالطاعة والاستسلام ويلجأ إليه الشخص ليتفادى النزاع مع الآخرين، أو تهرباً من المسؤولية أو خوفاً من النتائج السلبية، وكلا السلوكين ناتج عن التفكير.

 

الفكر والنتائج

هناك حكمة صينية تقول: «لو فعلت نفس الشيء بنفس الطريقة ستحصل على نفس النتيجة»، فالفعل يسبب رد فعل من نفس نوعه، وقد سمى ذلك الفيلسوف الإغريقي سقراط «قانون السببية»، فالبذور التي تزرعها تعطيك المحصول من نفس النوع، فلو زرعت بذور التفاح ستحصل بإذن الله على تفاح، وهكذا مع الأفكار، لو زرعت في ذهنك بذور التفكير السلبي سيكون محصولك ونتائجك سلبية، ولو زرعت في ذهنك بذور التفكير الإيجابي مثل الحب والتسامح سيكون محصولك من نفس النوع. 

 

الفكر والحالة النفسية

يعاني معظم الناس في هذا العصر أمراضاً نفسية أكثر من أي وقت مضى، فالبعض يعاني من القلق والخوف، وآخر يعاني من التوتر والإحباط، وثالث يعاني من الوحدة، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها التقدم والتغيير السريع والمنافسة الناتجة عن التغيير والسرعة، إضافة لحالة المزاج المنخفض، وهي حالة نفسية تتسبب في فقدان الحماس لفعل أي شيء وتجعل الشخص يشعر وكأن ما يفعله ليس له معنى، ولا شك أنها ناتجة عن أفكار ذهنية يمكن للمرء التحكم بها ومعالجتها.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA