عوامل شخصية لتعزيز العلاقات الاجتماعية

لاشك أن العلاقات الاجتماعية الجيدة ضرورية لصحة البدن والنفس، فقد أكدت دراسة حديثة استمرت 75 عاماً الأهمية الصحية للعلاقات الاجتماعية، لذا تعد العلاقات الاجتماعية الناجحة من الضروريات لصحة الإنسان ليتمتع بصحة جيدة ويكون سوياً متزناً، بينما عدم التواصل يؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية والصحية ينتج عنها ضعف الجهاز المناعي وأمراض الأوعية الدموية والدماغية والكثير من الأمراض الأخرى.

ويعد الابتسام والتصافح والعفو والتعاون والمرونة والأمانة والصدق والإخلاص والإيثار وغير ذلك من الأخلاق الحميدة؛ من عوامل نجاح العلاقات الاجتماعية، بينما تعد الأمراض النفسية من أنانية وخداع ولبس أقنعة مزيفة وبعض الأمراض العضوية التي ينتج عنها رائحة كريهة للجسم وبخر فموي من العوامل الرئيسية للفشل في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

والسبب الرئيسي للبخر الفموي هو خلل التوازن البكتيري داخل تجويف الفم والجيوب الأنفية والحلق، ويعد البخر الفموي ورائحة الجسم من المؤشرات الصحية التي تدل على أمراض وراثية، فبعض الأشخاص لديهم اضطرابات وراثية في تمثيل بعض الأطعمة ينتج عنها «متلازمة رائحة السمك»، كما تدل رائحة الجسم والفم على بعض الأمراض مثل السكري وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي والبولي والتناسلي والإمساك والأمراض النفسية، أيضا تناول بعض الأدوية والأطعمة والكحول والتدخين يؤدي لرائحة غير مرغوب فيها، أيضا جفاف الفم يقلل من إفراز الغدد اللعابية فينتج عنه رائحة غير مرغوب بها.

والفيرمونات هي المتحكم الرئيسي في رائحة الجسم، وهي مواد كيميائيّة تفرز في العرق والدموع واللعاب بصفة شخصية «بصمة الرائحة»، وتعد الفيرمونات لغة كيميائية في التواصل بين الكائنات الحية، فاستنشاقها يؤثر على الجهاز العصبي إيجاباً أو سلباً فيحدث الحب أو الكره أو السرور أو الغضب وغيرها من المشاعر. كما أن الفيرمونات تنتج مجالاً من الأشعة الكهرومغناطيسية ينتج عنها تجاذب أو تنافر ويعطي دليلاً على الحالة الصحية للإنسان.

فالفيرمونات الإيجابية تنشط الجهاز العصبي وتزيد من النشاط البدني والصحة العامة فيكون الإنسان قادراً على التواصل والإيجابية، بينما الفيرمونات السلبية تدعو إلى عدم التواصل ولها  أثر سلبي قد يؤدي إلى الفشل في العلاقات الاجتماعية أو المهنية أو العاطفية الناجحة.

ومن فوائد «بصمة الرائحة» أنها تعطي دليلاً للتعرف على الأشخاص لأن فيرمونات الشخص تبقى حتى بعد مغادرته للمكان ويمكن قياسها باستخدام جهاز قياس الرائحة، كما تستطيع الكلاب البوليسية التعرف على رائحة الأشخاص.

أيضا تعد البكتيريا الصديقة «البصمة البكتيرية» من المؤثرات في رائحة الجسم، وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن «بصمة الرائحة والبصمة البكتيرية» تعد دليلاً لتحقيق العدالة بالإضافة إلى البصمات المعروفة.

وتعد رائحة الجسم غير المرغوب فيها مشكلة يعاني منها الكثير وتؤثر سلباً على التواصل، ويمكن التغلب على هذه المشكلة باتباع قواعد النظافة العامة وتعزيز الفيرمونات الإيجابية، وذلك بممارسة الرياضة والمحافظة على نفسية هادئة بعيدة عن العصبية والتوتر.

أيضا التطيب وخفة الظل والابتسام والسعادة من معززات الفيرمونات الإيجابية، وكذلك تناول ماء الورد والليمون والبرتقال والنعناع والشاي الأخضر والزعفران والكرفس وشرب الكثير من الماء وتناول الغذاء الغنى بالزنك والمغنيسيوم وفيتامين «ب 6» يساعد في منع الرائحة الكريهة بتنبيه العديد من عمليات التمثيل الغذائي، بينما تناول بعض الأطعمة مثل الثوم والبصل والحلبة واللحوم الحمراء والزيوت المهدرجة والنشويات والأطعمة الغنية بالكولين والمقليات والمخبوزات تؤثر سلبياً على رائحة الجسم.

في بعض الأحوال تحتاج رائحة الجسم غير المرغوب فيها لاستشارة الطبيب لإجراء بعض  الفحوصات المختبرية لتحديد السبب واختيار العلاج إذا لزم الأمر، كل ذلك يجعلك تتمتع بصحة جيدة ويمكنك من إقامة علاقات اجتماعية ناجحة لتحقيق السعادة والتمتع بحياة أفضل.

أ.  د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA