أبرز أسباب العزوف عن «الإدارة المدرسية»

نقص الإمكانيات وإهمال الكفاءات وعشوائية التنقلات

لا شك أن أهمية دور الإدارة المدرسية وتميزه ومحوريته تكفي لجذب كثيرين للتطلع إلى العمل بها، لكن الواقع يكشف أن أعدادا كبيرة من مديري المدارس «يتسربون» من العمل الإداري، وأن أعدادا أكبر من المعلمين عازفون عن ذلك العمل.
الدكتور عبدالله الهدباء رئيس قسم التعليم الموازي بإدارة تعليم المنطقة الشرقية أجرى استطلاعاً حول أسباب عزوف المعلمين عن العمل في مجال الإدارة المدرسية، وتفضيل الكثيرين منهم المدارس الأهلية على الحكومية، وكذلك حول دور إدارات التربية والتعليم بالمناطق المختلفة في دعم الإدارة المدرسية، وإزالة السلبيات التي تدفع المعلمين إلى العزوف عن العمل بها.
إجابات بعض المديرين والمعلمين عن تلك الأسباب حملت مفاجآت، إذ قالوا إن المدير يتحمل أعباء كثيرة بلا أي مزايا مادية أو معنوية، وشددوا على أن نقص الإمكانيات، وإهمال الكفاءات، والتتقلات العشوائية، وغياب الحوافز أبرز أسباب العزوف عن العمل الإداري، وأكدوا أن بعض مديري المدارس يؤدي مهام الوكيل والمرشد والكاتب في وقت واحد بسبب عدم اكتمال النصاب الإداري ببعض المدارس.
وحذروا من أن «المركزية» أفقدت المديرين جميع الصلاحيات وأغفلت تقديرهم ماديا ومعنويا، وأشاروا إلى أن غياب السلم الوظيفي وراء عزوف المديرين عن حضور الدورات التدريبية التي تستهدف تطوير أدائهم، وجزم عدد منهم بأن أي نجاح أو إبداع في عمل تربوي فريد يتم تكريمه بشهادة أو خطاب شكر فقط، مؤكدين افتقار مدير المدرسة الحكومية، على مستوى المناطق والمحافظات التعليمية بالمملكة، إلى الصلاحيات الحقيقية التي تساعد على تسيير أمور المدرسة وتطويرها، بسبب مركزية النظام بالوزارة، وعدم إعطاء الإدارة المدرسية حظها من الاهتمام سوى تنفيذ القرارات والتعاميم الواردة.
وأرجعت نتائج الاستطلاع أسباب عزوف كثير من المعلمين الأكفاء عن العمل في مجال الإدارة المدرسية إلى عدم وجود ميزات مادية أو معنوية لهذا العمل والقائمين به، إضافة إلى أن الجو العام بالمدارس غير مشجع، فهناك نقص واضح في الإمكانيات، والمباني غير مهيأة للعملية التربوية، فضلاً عن وجود عجز في أعداد بعض المعلمين والإداريين، وكذلك عدم التوازن بين السلطة الممنوحة لمدير المدرسة والمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
ولفتت إلى أن العمل الذي يقوم به مدير المدرسة في الوقت الراهن عمل إداري بحت يفتقد تماما للإدارة التربوية ونظرياتها، فقد أصبح مدير المدرسة لا يعرف من الإدارة سوى الأوراق، ولا يقاس أداؤه إلا بها، مؤكداً أن مدير المدرسة ليس له أية ميزة عن غيره من المعلمين سوى لقب «المدير».

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA