في موسم الحج الأخير كنت ممن أكرمهم الله ويسر لهم الحج كجزء من الذين لبوا نداء أبينا إبراهيم عليه السلام وأتوا من كل فج عميق، ندعو الله أن نكون ممن تقبل منهم حجهم وأن نكون ممن وفقه الله بأن كان حجه حجا مبرورا وخالصا لوجه سبحانه وتعالى وموافقا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
في هذه المناسبة الإسلامية الكبيرة التي عُقدت مؤخرا في بلاد الحرمين وبجوار بيت الله المحرم، عايش الجميع نجاح هذا الموسم وكان النجاح ظاهرا للعيان في جميع الأصعدة، منها النجاح التنظيمي والنجاح الأمني والنجاح الصحي والنجاح في إدارة الحشود عند أوقات الذروة حسب تسلسل مناسك هذه الشعيرة المهمة.
في الماضي قمت بالحج أكثر من مرة، ولكن في هذه السنة لاحظت تميزا كبيرا في أمرين مهمين، الأول التعامل الراقي من قبل رجال الأمن في منطقة المشاعر، حيث لاحظنا أن رجال الأمن على مختلف تخصصاتهم ومعهم من يساندهم مثل الكشافة، وهم يؤدون مهامهم عن طيب نفس وابتسامة لا تفارق وجوههم وعبارات التحايا والدعاء والتوديع لكل من يمر بهم من الحجاح.
نضيف إلى ذلك ملاحظة أن الكثير من رجال الأمن وباستمرار يرشون رذاذ الماء البارد على رؤوس الحجيج ليخفف عنهم سطوة الحر وأشعة الشمس الحارقة.
ثاني الملاحظات هي النظافة المتميزة والمتواصلة لمنطقة المشاعر حتى في الأيام المتأخرة من أيام التشريق، في أزمان مضت لا يكاد يأتي اليوم الثاني عشر من ذي الحجة إلا وتجد النفايات والروائح قد انتشرت في جوانب منى، وهذا لم يحدث في حج هذا العام بسبب عمليات النظافة المستمرة والمنظمة.
الآن لا يوجد مشكلة البتة في رمي الجمرات ولا في الطواف، فقد سهلت المشاريع والتوسعات الكبيرة الأمر وجعلت أخطار ذروة الزحام شيئا من الماضي ولله الحمد، بقيت مشكلة واحدة وهي حل مشكلة المواصلات داخل منى وإلى الحرم حيث إن كثيراً من الحجيج يضطر للمشي وفيهم كبير السن والمريض والمرأة، حبذا لو تشمل خدمة القطار أو حافلات مخصصة جميع أنحاء مشعر منى الطاهر.
ندعو الله أن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء بما قدموا ويقدمون للحرمين الشريفين من عمارة وعناية وحماية، والله هو الحافظ من كل سوء.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب و المعلومات
إضافة تعليق جديد