الخطوة الأولى «أنا أستطيع»

لكل منا طموحه الذي ينشده في واقع الحياة، وآماله التي يحيا بها في الطريق التي يسلكها للنجاح، ولكن ليس كل من يطمح ينجح في تحقيق طموحه؛ إذ نجد كثيراً من الطامحين لا يتجاوز طموحهم أمانيهم، دون أن يضعوا أقدامهم على طريق النجاح، والبدء بالخطوة الأولى!

والسؤال الافتراضي هنا: ما الخطوة الأولى لمن يريد أن يسلك طريق النجاح؟

الجواب الذي لا يحتاج إلى كثير فلسفة، أو شيء من حذلقة، الخطوة الأولى لكل شيء عموماً، وفي طريق النجاح خصوصاً هي أن تقول: «أنا أستطيع».

The first step in everything is saying «i can«

أي طموح – عزيزي القارئ – مع أهميته، لا يشكل قيمة حقيقية ما لم ينطلق من قناعة «أنا أستطيع» التي تدفع صاحبها لأن يضع قدمه ليبدأ بالخطوة الأولى للانطلاقة الكبرى التي تكسر حاجز التسويف، غير المستسلمة لعقبات الطريق.

«أنا أستطيع»: شعار الناجحين، وإكسير حياة المبدعين، تجاربهم تلهم المقتفين على آثارهم مع صعوبة الطريق.

«أنا أستطيع»: قد تكون حبل نجاة أخيرة ليائس تقطعت به السبُل، وأعيته الحيل، بعد سقوطه أو تعثره الذي لم ينل من إصراره، ولم يفت في عزمه، ولم يتسلل إلى قلبه شك في قدراته؛ لأنه يؤمن يقيناً بأنه «يستطيع».

«أنا أستطيع»: اجعلها في كل محاولة، ومع كل عثرة، وكأنها الفرصة الأخيرة، كفرصة ذلك الحصان الذي سقط في بئر بأحد القرى الصغيرة، وقد يئس صاحبه منه، بعد أن بدأ يفكر في كيفية إخراجه من البئر، ولما تعذر عليه إخراجه، ولأن البئر ليس بها ماء، بدأ يفكر بأن حصانه قد كبر وأصابه العجز وقرر بمساعدة أهل القرية أن يرحموا الحصان ويخلصوه من عذابه، فاتخذوا قراراً بردم البئر، وحتى لا تتكرر مأساة ذلك الحصان في سقوط أحد غيره داخل البئر المهجورة، بدأ أهل القرية برمي التراب إلى داخل البئر، لكن الحصان قد اتخذ قراراً أنه يستطيع! كان أكبر من أن يسمح بدفنه حيا، فبدأ يحرك ظهره ليسقط التراب والأحجار على الأرض، ثم يستعملها ليصعد مرة تلو الأخرى حتى استطاع أن يخرج نفسه بنفسه من البئر.

لولا طموح الحصان للنجاة، وإيمانه بأنه «يستطيع» أن يجعل من الأدوات التي استخدمها صاحبه بمعية أهل القرية لموته؛ فرصة لنجاته، وأن يجعل من محنته منحة جديدة لحياته، لولا ذلك لاستسلم لقدره، ومات في البئر، ولم يسمع بقصته أحد.

عزيزي القارئ، قلها الآن، وبكل ثقة، ولا تخف، ورددها في نفسك «أنا أستطيع» مخلصاً لله في طموحك، محتسباً على الله في جميع خطواتك، وعملك، وجميع شأنك «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» «التوبة : 105».

ومضة: سئل الجبل مما عُلوك فقال «من دُنو الوادي»، إن كل إنسان قادراً على أن يكون له أثر في حياة الناس لو امتلك شعلة الطموح لتدفعه لمزيد من البذل والجهد.

فهد عبدالقادر الهتار

خريج جامعة الملك سعود – دكتوراه – كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA