طوّر عقلك!

زاوية: آفاق أكاديمية

العقل البشري مذهل بقدراته وإمكاناته، وجدير بك عزيزي الطالب الجامعي أن تسعى لاستخدام عقلك وتنمية قدراته ومهاراته بصورة أفضل مما هو عليه الآن، فلا تكتفي بالمقررات المفروضة عليك، وستفاجأ حينها أن باستطاعتك إنجاز كثير من الأمور بشكل أفضل مما لو أهملت استغلال وشحن هذه القدرات، وهناك طرق وآليات وتقنيات تمكنك من ذلك ويوصي بها الخبراء التربويون، وأفضل بيئة لتحقيق ذلك عمادة تطوير المهارات، التي أخذت على عاتقها مهمة تنظيم برامج ودورات هادفة لتطوير مهاراتك.

وقد بذل العلماء في القديم والحديث جهوداً هائلة في إيجاد وسائل تسهم في تعظيم توظيف العقل بشكل أفضل، أحد هؤلاء هو الطالب «بوزان» الذي واجه صعوبة في تجميع أفكاره في الفترة التي كان مطلوباً منه قراءة واستيعاب عشرات الكتب خاصة وهو يخوض غمار دراسة أكاديمية في تخصص معقد.

وكما يقال «الحاجة أم الاختراع»، لذا أفلحت محاولات توني بوزان لتجاوز معاناته بالتوصل إلى وسيلة فريدة، وهي الخرائط الذهنية «Mind Map»؛ وهي أداة فكرية مثالية لتنظيم الأفكار وطريقة منظمة لتخزين المعلومات في الدماغ، ووسيلة إبداعية للتواصل وحل المشاكل والتركيز وتنظيم وتنقيح الأفكار.

في كتابه «استخدم عقلك Use Your Brain» عالج بوزان الوظائف المختلفة للعقل وتطرق لموضوع الذاكرة وكيفية تحسينها، واحتوى الكتاب على تمارين وأنشطة يطلب منك فيها أن تضع برنامجاً دراسياً خاصاً بك لتطبيقه، وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، خصصت صفحة لتدون فيها ملاحظاتك الشخصية حول ما قرأت؛ تمكنك من قياس التحسن الذي يطرأ عليك مقارنة بما كنت عليه من قبل.

إن كنت من الأشخاص الذين يعانون من أحد مشاكل القراءة المعروفة كنفاذ الصبر والكسل وقلة الفهم والاستيعاب، فستجد في هذا الكتاب فصلاً كاملاً يتناول باستفاضة وبأسلوب شيق مشاكل القراءة والتعلم، وأساليب معالجتها، كذلك يناقش بعض الأفكار الخاطئة حول القراءة والقراءة السريعة وأسباب بروزها.

كذلك ستجد في الفصل الثاني من هذا كتاب «استخدم عقلك» لبوزان، اختبارات القدرة على التذكر، مع شرح مفصل لأسباب تذكر بعض الكلمات ونسيان البعض الآخر، ومن هذه الاختبارات ستستنتج أن الحفظ والفهم لا يعملان معاً أو لا يعملان بطريقة واحدة كلما مر الزمن أو الوقت.

لم يفت «بوزان» الإشارة إلى موضوع الرعب الذي تسببه الكتب المدرسية والامتحانات لأي طالب، وللتخلص من هذا الكابوس طرح طريقة جديدة، مخالفة للطرق التقليدية المتبعة في المدارس والجامعات، تبدأ بالأفراد والأشخاص وعدم إمطارهم بسيل الكتب والمعادلات والامتحانات المعتادة، وتعليمهم كيف يتمكنون من الدراسة بفعالية عبر التخطيط وتحريك أعينهم أثناء القراءة وكيف يتذكرون ويفكرون، باختصار العمل على تمكين الفرد من أن يتعلم حقائق مختلفة حول نفسه وقدراته قبل تعليمه حقائق مختلفة عن أشياء أخرى.

أخيرًا، سواء أعجبك كتاب بوزان وخرائطه، أم لم يعجبك، يجدر بك زيارة عمادة تطوير المهارات والاستفادة من البرامج والدورات والفعاليات التي تنظمها، لتكتشف وسائل وطرق متنوعة في استخدام العقل بفعالية، فالحياة الجامعية ليست دراسة أكاديمية وحسب، بل تشمل إضافة لذلك الجانب المهاري والثقافي والسلوكي.

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA