قرأت لك

النانو تكنولوجي بين الأمل والخوف
أ. د. علي محمد عبدالله

 

تُعد تقنية النانو من التقنيات الحديثة، ويمكن أنْ نُطلق على العصر القادم أنه «عصر النانو» لما لهذه التقنية من تأثير كبير في كثير من مجالات الحياة الصناعية والطبية والزراعية، وفي مجال النقل والطيران، وفي أبحاث الفضاء، والكثير من المجالات الحيوية، بالإضافة إلى الاستعمالات الواسعة في الطب، والهندسة، والبيئة، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم الفضاء، والعلوم العسكرية، والطاقة، والزراعة، والغذاء.

تكنولوجيا المنمنمات
التطبيقات الطبية لتكنولوجيا المنمنمات من أهم التطبيقات الواعدة على الإطلاق؛ فقد يتم علاج الإنسان مستقبلًا من خلال التحكم بخلايا جسده، وقد أثبت أول استخدام طبيٍّ للتقنية النانوية جدارته في التجارب التي قامتْ بها جامعة إلينوي في تطوير جهاز يُزرع في الجسم، يُغني الأشخاص المصابين بالسكري عن استخدام حقن الأنسولين، وقد مضت عدة أسابيع على الفئران المصابة بالسكري وهذا الجهاز مزروع في أجسادها من دون أن تحتاج إلى حقن الأنسولين، أو تبدي مظاهر رفض لهذا الجهاز المزروع، وقد أثارت هذه التقنية المذهلة جدلًا كبيرًا؛ فبرغم ما تتيحه من إمكانيات، فإنها تنذر- في المقابل- بمخاوف هائلة تهدد بإفناء الجنس البشري والقضاء على الحياة.

حاضرها ومستقبلها
قدَّم الدكتور عليّ محمد عبدالله، عالم الكيمياء المصري، والحائز على جائزة الدولة التقديرية في الكيمياء، في هذا الكتاب عرضًا وافيًا عن تقنية النانو تكنولوجي، وتاريخها، وحاضرها، ومستقبلها؛ فكتب في الفصل الأول مقدمة عامة عن تقنية النانو تكنولوجي، وتاريخ استخدامها، والصناعات التي بدأتْ استخدامها، وتناول في الفصل الثاني أنابيب الكربون النانوية، وعرَّف الكربون، والجرافيت، والفحم، والماس، والفوليرينات .

تطبيقات مبسطة
وتطرَّق الكاتب في الفصل الثالث إلى تطبيقات مبسَّطة لأنابيب النانو الكربونية، وأجهزة الانبعاث الإلكترونية، ومجاهر القوة الذرية، وتخزين الهيدروجين، وأجهزة الاستشعار عالية الحساسية، وبلورات وأصداف وأسلاك النانو وتطبيقاتها، وصناعة البلاستيك والتطبيقات الواعدة.

مجالات متنوعة
وحمل الفصل الرابع عنوانَ (التقنية والتطبيقات في المجالات المتنوعة عن تقنية النانو)، وتحدَّث عن الحُقن متناهية الصغر، وعن دور التقنية في علاج مرض السرطان، واستخدامها كأوعية دموية، وعن العلاج الجيني، وعن أمراض القلب، والخلايا الجذعية، وعلاج أمراض الكلي، كما أشار إلى (النانو فضة) المعروف بقدرته على قتل البكتريا والفطريات، وتناوَل بالشرح علاقة تقنية النانو بالطاقة الشمسية، والكمبيوتر، وعن بعض المنتجات في المجال الرياضي، مثل: مضارب الهوكي والبيسبول والتنس الخفيفة والقوية، وعن صناعة السيارات، والأصباغ، وعن واقع النانو في دول العالم.

انتقادات ومخاطر
وناقش في الفصل الخامس بعض الانتقادات والردود حول المخاطر والجوانب السلبية من هذه التقنية الحديثة، وقال إنَّ هذه المخاطر لا تتعلق بالتقنية نفسها، بل بأدواتها وموادها، وتكمن مخاطرها في صحة الإنسان، وفي أماكن العمل، وفي البيئة، والمخاطر الذاتية؛ كأن تصبح روبوتًا ذاتيَّ التكاثر، أو ذاتيَّ الذكاء، وهو ما قد يهدد مصير الجنس البشري!

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA