«الهزروف» يظهر من جديد 

د. فهد الطياش

 

استطاع العميد السابق لكلية الآداب الدكتور محمد الهدلق أن يشد انتباه الحضور بحديثه عن الشعر والنقد، وخصوصاً «الهزروف»، وهذا الأخير ضرب من الشعر القريب من النثر أو ما يسمى حديثاً بقصيدة النثر. 

ولست من أهل الاختصاص لأخوض معهم فيه، ولكن لفت انتباهي ملامح الدهشة عند بعض حضور ندوة قسم اللغة العربية وكأنهم يسمعون بهذا المصطلح لأول مرة، فبعضهم ليسوا من أهل التخصص، وبالتالي فدهشته طبيعية, ولكن عند أهل الاختصاص غير ذلك.

والملفت للنظر أننا في الجامعة نعيش في جزر لغوية متخصصة ومنعزلة، هكذا تصورت المشهد، فهل أنا على حق ؟ لست أدري، ولكن اللغة العربية جامعة وثرية، ومع هذا نركن في بعض الأحيان للغات الأوروبية لسهولة الاتفاق على الكثير من مفاهيمها.

 فكم نحن بحاجة إلى مقاربة لغوية من الأقسام العلمية الأخرى للمشاركة في ندوة قسم اللغة العربية لتتسع دائرة الاهتمام والتميز في الجامعة، وكلما تقاربت التخصصات مع قسم اللغة العربية زاد ثراء لغتنا وحيوتها، فلا نقف منبهرين أو عاجزين عن ترجمة بعض المفاهيم ونتفق عليها، فتخرج إلى دورة الحياة الطبيعية وفي دورة الاتصال العلمي بين الأقسام.

 فنحن في بعض الأقسام لا نزال نراوح منذ نصف قرن لنتفق على ترجمة مصطلح واحد مثل Feedback. فهناك من يقول «رجع صدى» وآخر  يقول «رد فعل» وثالث يراه «استجابة» ورابع يصر على أنه «جواب» للرسالة.

 فكم من «هزروف» نريد  ترجمته وأن نعرف معناة من أهل اللغة العربية وأبعد من تعريفه «كالدابة حين تقف على ثلاث».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA