لا أحد يشك في دور الأنظمة المرورية في السلامة والحد من الحوادث التي تعترض كل من يسير على الطريق سواء على السيارة أو راجلاً. في بعض الأحايين البعض منا يخالف أنظمة المرور والسلامة، سواء على الطرق السريعة أو الفرعية أو داخل الأحياء.
لنظامَي «ساهر» و«باشر» المشهورَين في تسجيل المخالفات المرورية على كل من يخالف، دور محوري في تأديب من يضرب بأنظمة المرور عرض الحائط، ولذلك نسمع من فترة إلى أخرى تقارير تثبت انخفاض نسبة الحوادث والإصابات في المناطق التي يطبق فيها هذان النظامان.
في السابق كنا نحذر كل الحذر من نظام «ساهر» ولم يعرف الكثير منا أن نظام «باشر»، كذلك يحتاج لتحذير أكثر من نظام «ساهر».
مساء أحد الأيام كنت أسير بسيارتي على الدائري الشمالي، وبعدها بفترة وجيزة جاءتني رسالة تقول إنه قد تم تسجيل مخالفة عدم ربط الحزام؛ تذكرت متى وأين؟ وهل المقصود سيارتي أم لا؟ بعد وقت وجيز وبعد التمعن في بيانات الرسالة عرفت أن المقصود أنا وسيارتي، فقلت في نفسي لماذا لا أدفع مائة وخمسين ريالاً وأريح بالي وأوفر وقتي وجهدي في الاعتراض والتشكي ومراجعة الجهات المختصة.
بعد حوار مع النفس أحسست بالغبن لأنني أصلاً لا أتحرك بسيارتي إلا وأربط الحزام سواء كنت سائقًا أم كنت راكبًا، ومن غير العدل أن يُسجل عليّ مخالفة أصلاً لم أقترفها، وبالفعل ذهبت لإدارة المرور وعلمت من تلك الزيارة أن نوع المخالفة أتت من «باشر» وهو في حقيقة الأمر ليس كاميرا تصوير آلية وإنما رجل مرور ينظر للمركبات ولا يوجد أي تصوير للسائق وقت تسجيل مثل هذه المخالفة.
عند التمعن في الأمر لربما كان لرجل المرور بعض الحق في تسجيل المخالفة حيث إنني ألبس الشماغ دائماً وأقوم بإسدالها للأسفل ولربما تم حجب الحزام وكأني لم أربطه، كذلك الحزام في سيارتي يخرج من علو مقعد السائق وليس من سقف السيارة أو قريب منه كي يُرى بوضوح.
أنا أعتقد أن استخدام الرؤية العادية في الحكم على ربط الحزام ليست دقيقة لصعوبة التحقق من الأمر في حال من يستخدم أغطية الرأس، مثل من يلبس الشمغ وما شابهها.
في الختام، نرى أنه في حال تقدم المخالف بتظلم من مخالفة فإنه من الأفضل أن يكون هناك طرف ثالث يحكم في الأمر، وليس أن تكون إدارة المرور هي من سجلت المخالفة وهي الحكم.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي
إضافة تعليق جديد