للأخلاقيات المهنية دور هام في الارتقاء بأبناء المجتمع، وجعلهم كتلة متماسكة يبذلون كل ما يمكنهم من جهود في سبيل خدمة وطنهم ووصوله إلى المستوى الذي يليق به بين الأمم، وإذا كانت الأخلاق المهنية المحمودة المدرجة أدناه مهمة في كافة المجالات فهي شديدة الأهمية للقيادة الناجحة حيث يكون القائد محط أنظار مرؤوسيه بشكل دائم، ويمثل القدوة لهم:
• الأمانة: فهي أحد السبل المهمة لحمل عبء القيادة على أفضل نحو ممكن، وهي من أبرز صفات الرسل والأنبياء {إني لكم رسول أمين} آية كريمة. ومجال الأمانة في الوظيفية واسع حيث يشمل ذلك الأمانة في أداء المهام الموكلة، والأمانة العلمية، والأمانة المالية، والأمانة في التوقيت والمواعيد، والأمانة في التوثيق [لا إيمان لمن لا أمانة له. حديث شريف.
• العدل: يشكل العدل حجر الزاوية في حسن نظرة العاملين في المؤسسة إلى قائدهم ونجاحه في قيادته، فحسن التصرف مع العاملين، والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات، ورعايته الحسنة لهم [كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، كلها عوامل هامة في تمتع القائد بالاحترام الفعلي من قبل مرؤوسيه، ونجاحه في قيادته.
• الرقابة الذاتية: وهي من أهم العوامل في نجاح القائد؛ حيث إن شعور القائد بأن الأجر والثواب أهم من الأجور التي يتقاضاها يجعله ينتهج نهجاً دقيقاً في كل ما يقوم به من أعمال، ويحاسب نفسه ذاتياً، ويصحح مساره إذا شابته أية شائبة واضعاً قوله تعالى نصب عينيه: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}.
وفي حال انتشار ثقافة الرقابة الذاتية في المؤسسة فإن ذلك يغني المؤسسة عن كثير من التوجيهات والنظم والمحاسبة والتدقيق.
• حسن المعاملة: وهي من السمات التي تجدها في صميم نهج القائد الناجح، فقوة المرء ليست في شخصه فقط إنما بمن يعملون تحت إدارته أيضاً، ولن تشحذ همم المرؤسين إلا بالمعاملة الحسنة مصداقاً لقوله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
• التواضع: تعتبر سمة التواضع من أهم السمات عند القائد الناجح لكسب ود مرؤوسيه، ووسيلة فعالة لأخذه بجدارة للمكانة اللائقة به مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تواضع لله رفعه الله».
• الحلم: يتمتع القائد بسمة ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة عملاً بقوله تعالى: { والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين}، وقوله صلى الله عليه وسلم لمن آذوه وأخرجوه من مكة عندما تمكن منهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء}.
إن تحلي القائد بهذه الأخلاق النبيلة سيمكنه من حمل أمانة القيادة بجدارة، والارتقاء بالمؤسسة التي يقودها، وتطويرها بوتائر سريعة، وسيكسبه حب مرؤوسيه وتقديرهم، ويكون بحق قد استغل مدة قيادته لخدمة وطنه على أحسن وجه ممكن، وتمكن بإذن الله من كسب الأجر والثواب وهو الأهم.
عمادة تطوير المهارات
إضافة تعليق جديد