إيجابيات تعديل شروط اختبار المحاسبين القانونيين

تعد زمالة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين؛ من أقوى الشهادات المهنية في عالم المال والأعمال، وهي إحدى الشروط الأساسية للحصول على ترخيص لمزاولة مهنة المحاسبة والمراجعة، كما أنها تضفي ثقة كبيرة لحامليها، إذ تعني أن الحاصل على الزمالة لديه من المعرفة والمهارة ما يمكنه من القيام بأعمال المحاسبة والمراجعة بكل ثقة واقتدار؛ ولذلك تثق الأطراف المستفيدة بالتقارير المالية التي تمت مراجعتها من قبل المحاسب القانوني. 

وقد بدأت هيئة المحاسبين القانونيين في عقد اختبارات الزمالة منذ عام 1994م إلى وقتنا الحاضر، إلا أن أعداد الحاصلين على الزمالة يعد قليلاً نوعاً ما ولا يتناسب أبداً مع حجم اقتصاد المملكة؛ وليس ذلك لقلة عدد المتقدمين للاختبار، وإنما بسبب رسوب أعداد كبيرة منهم؛ وقد يعود ذلك لأسباب عديدة كضعف جودة التعليم في بعض أقسام المحاسبة في الجامعات، أو عدم الاستعداد الكافي لدراسة المواد العلمية المتعلقة بالاختبار، أو لصعوبة وقوة الاختبارات؛ إلا أن أهم تلك الأسباب قد يكون عدم الاستعداد الكافي للاختبار من قبل المتقدمين والناتج عن فترة الانقطاع عن مراجعة المواد العلمية بعد التخرج وقبل الدخول لاختبار الزمالة.

ولمعالجة تلك الإشكالية؛ فقد اقترح أ.د. صالح السعد في أحد اللقاءات التعريفية عن الزمالات المهنية والتي أقيمت بجامعة الملك عبدالعزيز؛ أن يتم إلغاء شرط التأهيل العلمي للمتقدم لاختبار الزمالة وهو حصول المتقدم على درجة البكالوريوس في المحاسبة على أن يتم السماح لطلاب المحاسبة بالتقدم للاختبار خلال فترة دراستهم الجامعية؛ بحيث يدرس الطالب في الجامعة عدداً من مواد الزمالة وبعد الانتهاء منها في نهاية الفصل الدراسي، يدخل مباشرة لاختبار الهيئة؛ كأن يسجل الطالب في آخر سنة دراسية عدداً من المقررات، وهي المحاسبة عن الزكاة والضريبة، ونظام الزكاة والضرائب في المملكة، والقانون التجاري، والمدخل للفقه الإسلامي، على أن يكمل باقي مواد اختبار الزمالة بعد التخرج مباشرة وهي مادتي المحاسبة والمراجعة.

وهذه الخطوة لها العديد من الآثار الإيجابية؛ إذ من شأن إلغاء شرط التأهيل العلمي للمتقدم لاختبار الزمالة أن يساعد الطالب على بذل أقصى طاقاته وإمكاناته لضبط المقررات الدراسية لأجل اجتياز اختبارات مواد الزمالة، لاسيما وأن حضور المعلومات عند الطالب ما زالت قوية ولم يمر وقت طويل على دراستها ونسيانها. كما أنها سترفع من جودة مخرجات أقسام المحاسبة.

ويمكن اعتبار عدد الحاصلين على الزمالة من كل جامعة معياراً من معايير جودة التعليم في أقسام المحاسبة بالجامعات السعودية. كما أنها ستزيد من عدد الكفاءات المؤهلة لشغل الوظائف المعروضة، وستسرع من عملية وصول الحاصلين عليها لتبوؤ الوظائف القيادية ذات العلاقة بالمجالات المالية والمحاسبية.

أحمد الكربي

قسم المحاسبة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA