استضافت الندوة العلمية بقسم اللغة العربية وآدابها الأسبوع الماضي كلاً من الدكتور فهد الطياش أستاذ الإعلام المشارك بقسم الإعلام والمشرف على تحرير وإدارة صحيفة رسالة الجامعة، والذي ألقى محاضرة بعنوان «السك اللغوي والإنتاج البصري للموروث الثقافي عبر وسائل الإعلام»، والدكتورة هالة بنت علي برناط عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام، والتي ألقت محاضرة بعنوان «الخطاب الإعلامي التونسي وإشكالية اللغة»، وأدار الندوة من قسم اللغة العربية د. حسن الفيفي، وأ. منى المالكي، وتأتي هذه الاستضافة لتواكب انفتاح الندوة العلمية بقسم اللغة العربية على الأقسام العلمية الأخرى بعد ثلاثة عقود من انطلاقها.
وقد طرحت الندوة جملة من القضايا المهمة في مجال اللغويات الإعلامية كفرع من علوم اللغة واللسانيات، وناقشت ديناميكية اللغة في بيئة الحياة وبيئة الإعلام، وطرح أساتذة قسم اللغة العربية الكثير من القضايا التي تمس واقع اللغة في بيئة الإعلام ومجالات تأثر كل منهما بالآخر.
وقد طرح الدكتور الطياش خلال محاضرته أربعة مشاريع من شأنها تعزيز التعاون المستقبلي في المجالين العلمي والبحثي بين قسمي اللغة العربية والإعلام، الأول مشروع نادي الكتابة والتواقيع الإبداعية في اللغة العربية، والثاني مشروع نادي الحوار الأسبوعي لقضايا الحياة على غرار مشروع جامعة هارفارد للحوارات الصعبة، والثالث مشروع المستشار اللغوي في الترجمة العلمية خدمةً لأقسام الجامعة، والأخير مشروع الفواصل والرسائل الرقمية لتعزيز تطبيقات اللغة العربية في حياتنا اليومية.
وفي ندوة سابقة دشّن قسم اللغة العربية وآدابها كتاب «على خطى المتنبي» الذي صدر مؤخرًا عن «كرسي عبدالعزيز المانع» واستضاف القسم ضمن فعاليات الندوة العلميّة عدداً من الأساتذة من كلية السياحة والآثار والدراسات الاجتماعية والتاريخ الذين تحدثوا عن الكتاب.
افتتح اللقاء الدكتور محمد منور، الذي رحب بالحضور شاكراً جهود مقرر الندوة العلمية وفريق العمل، ثم تداخل الدكتور خالد الحافي رئيس قسم اللغة العربية الذي رحب بدوره بالمشاركين والحضور، مؤكداً احتفاء القسم بالمؤلِف والمؤلَف «الكتاب»، مثنياً على المشاركين الذين اجتزأوا بعض أوقاتهم للمشاركة في هذه الفعالية.
وكان أول المتحدثين الدكتور سليمان الذييب عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والآثار وعضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية الذي شكر قسم اللغة العربية وأشاد بالجهد الذي بذله الدكتور المانع في متابعة خط هروب المتنبي، لافتاً إلى إجادته في طرح دراسة مختلفة تجمع عدداً من الاختصاصات ومناهج البحث المختلفة، بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله الفيفي عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وعضو مجلس الشورى، وقد أثنى على الكتاب والمؤلف، مؤكداً أنه كتاب في الأدب والنقد والأعلام والتاريخ والرحلة والمواطن، والأجمل أن المانع ساق مغامرته البحثية في أسلوب قصصي ماتع آسر، كما تحدث الدكتور بدر الفقير عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا، والحاصل على جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب، متحدثاً في مداخلته عبر ثلاثة محاور، أولها الشاعر وهو أبو الطيب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وهو الإعصار الشعري الذي هبّ على ثقافتنا العربية، وما زال مزمجراً منذ ألف عام، الثاني الرحلة وهي من أروع الرحلات المليئة بالمغامرة نظراً للحبكة التي أحاطت بها في مراحل المطاردة السياسية بين أكبر قوة إعلامية وهو الشاعر، وأهمّ قوة سياسية في شمال إفريقيا وهو كافور الإخشيدي. وقد تكبد الشاعر وعثاء السفر وتجاوز الجواسيس والعيون، ورصد خلجاته النفسية وصور آلامه وآماله أثناء رحلة الهروب، والثالث الباحث الدكتور المانع وهو باحث رصين من أعمدة كلية الآداب الذين يحقُّ لنا أن نفتخر بهم، قد وُلد كتابه متميزاً لأسباب، منها توثيق الكتاب للمعلومات البحثية والحقائق والمشاهد الحية بصور فوتوغرافية عدة. والدراسة النقدية الممتعة لعلاقة الشاعر المتنبي بالحاكم. والحادثة المثيرة للعديد من الأسئلة التي ستظلُّ مفتوحة للباحثين. بالإضافة إلى أن هذا الكتاب يعدُّ ثمرة للتفاعل بين الاختصاصات المتعددة كالتأريخ والآثار والأدب واللغة والسياحة وتبادل الخبرات بين الأقسام، وهو ما ندعو إليه ونأمل أن توليه الجامعة عظيم الاهتمام.
د. الطياش يطرح 4 مشاريع لتعزيز التعاون بين قسمي اللغة العربية والإعلام
شارك في ندوة القسم العلمية وناقش "السك اللغوي والإنتاج البصري"
إضافة تعليق جديد