الخمول رابع مسبب للوفاة عالمياً

زاوية رؤية اجتماعية

يحتل الخمول البدني المرتبة الرابعة ضمن عوامل الخطورة الرئيسية الكامنة وراء الوفيات على الصعيد العالمي «6٪» من الوفيات العالمية، وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نمط الحياة الخامل «Sedentary lifestyle» يمثل السبب الرئيسي الذي يقف وراء حدوث نحو «21٪» إلى «25٪» من حالات سرطاني القولون والثدي، و«27٪» من حالات السكري، وقرابة «30٪» من عبء المرض الناجم عن مرض القلب الإقفاري.

كما أن الآثار الصحية السلبية المترتبة من الخمول البدني على المجتمع تفوق تلك الآثار السلبية المترتبة عليه من جراء زيادة الكولسترول في الدم أو من ضغط الدم الشرياني؛ لأن نسبة الخاملين بدنياً في المجتمع تتجاوز بكثير نسبة المصابين بارتفاع في كولستيرول الدم أو زيادة في ضغط الدم الشرياني أو حتى المدخنين في المجتمع.

ومن منظور اجتماعي تحليلي يرى العالم «لارسون» «Larson» أن هناك علاقة تبادلية بين النشاط البدني والقوى الاجتماعية المحيطة به، فهو يؤثر ويتأثر بها، وقدم «لارسون» إطاراً إجتماعياً عاماً يتيح تصور أبعاد هذه العلاقة، والتي يمكن اختصارها فيما يلي:

أولاً: علاقة الأنشطة البدنية بالقوى ذات التفاعل النشط في البيئة: كالقوى الاجتماعية - القوى الثقافية - الفرد، وهي في مجموعها تشكل خصائص الفرد، وبذلك تتقرر ردود الأفعال نحو النشاط البدني بواسطة الحاجات الاجتماعية والاهتمامات، وهي عوامل تقرر حدود وإمدادات النشاط البدني في علاقاته بالقوى.

ثانياً: علاقة الأنشطة البدنية بالقوى التي تمثل الشكل الوظيفي للأنظمة البدنية، وهي أكثر القوى قيمة من خلال الأنشطة البدنية والرياضة، فهي تتشكل من علاقة الفرد بالثقافة والمجتمع، غير أنها لا تملك تغيير الاهتمامات والاحتياجات والبرامج والتسهيلات ومتطلبات الرياضة التي يحتاج إليها المجتمع.

ثالثاً: علاقة الأنشطة البدنية بالقوى الضابطة التي من شأنها أن تمد أو تحد من النشاط البدني، وهي بالضرورة تتصل بالبيئة الطبيعية المحيطة، كمصادر المياه الطبيعية والمناخ والتضاريس البيئية. كما تتصل بالمؤسسات الاجتماعية الموجودة كالاقتصاد والحكومة والسياسة، باعتبارها قوى ضابطة اجتماعية مؤثرة.

ومن زاوية أخرى يرى عالم الاجتماع الفرنسي «بيار بورديو» أن النشاط البدني يمارس في المجتمع كغاية في ذاتها من قبل الطبقة المتوسطة الساعية لتحسين أوضاعها المعيشة داخل المجتمع؛ بعكس العاملين في مجال إنتاج الثقافة كأساتذة الجامعة الذين يمارسون النشاط البدني لتلبية حاجتين؛ الأولى المحافظة على الجسم لأسباب صحية، والثانية الرضا الرمزي المرتبط بممارسة نشاطات مميزة كتسلق الجبال والمشي في الأماكن النائية؛ بمعنى آخر أن ممارسة النشاط البدني تكون حرفة للطبقة المتوسطة، وتميز وصحة لطبقة العُليا، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وإلى اللقاء.

د. علي بن أحمد السالم

المدينة الطبية الجامعية

alisalem@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA