جامعة المستقبل

زاوية: إبداعات هندسية

نعيش في هذه الأيام عصر التكنولوجيا المتطورة بشكل متسارع، ومما لا يخفى على الجميع تلك الخطوات والجهود الحثيثة من قبل قيادة المملكة العربية السعودية من أجل إحداث نقلة نوعية في جميع نواحي الحياة - وخصوصًا في مجال التعليم -، وذلك بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 م.

ولَمَّا كان التعليم من أهم الأسس التي تبنى عليها الدول الحديثة، كان لابد من التفكير في وضع تصوّر لجامعة المستقبل، فكيف سيكون شكل جامعة المستقبل في المملكة العربية السعودية، هل ستحافظ الجامعات على شكلها الحالي بمبانيها وأقسامها المختلفة، أم أن تغييرًا جذرياً سيطرأ على الجامعات والمنهجية التقليدية للتعليم بشكل عام!

الرؤية المستقبلية تقوم على إلغاء المنهجية التقليدية للتعليم، وإلغاء كافة الامتحانات واستبدالها بآلية أخرى للتقييم تعتمد على أسس متطورة يمكن تلخيصها بالآتي:

- تقنية الهولوغرام Hologram: وهي تقنية لتجسيد الأشكال والأجسام بشكل ثلاثي الأبعاد «3D»، بحيث يمكن أن يتم دمج هذه التقنية ضمن جهاز ذكي «قد يكون الهاتف الجوال مثلاً» بحيث تعرض المحاضرات للطالب وكأنها مقاطع فيديو مسجلة ومجسدة بشكل ثلاثي الأبعاد، وتتيح للطالب الاطلاع على محاضراته في أي زمان ومكان، وبالتالي يكون قد تم إلغاء قيود الزمان والمكان من أجل تلقي العلم.

- الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence: ويقصد به برمجة الآلات وتعليمها حتى تكون قادرة على أداء وظائف تحتاج إلى مهارة ودقة عالية قد تفوق مهارة الإنسان نفسه، وقد أصبح هذا العلم عصب النهضة الصناعية الحالية في الدول المتقدمة من خلال الأبحاث العلمية التي يتم نشرها بشكل مستمر.

فيمكن مثلاً استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل إرسال تقارير «Feedback» عن مستوى فهم الطالب للمحاضرات حيث يقوم نظام معين بعمل تقييم «Assessment» للطالب بعد مشاهدته للمحاضرة وذلك من خلال امتحان قصير يشبه الواجب المنزلي، حيث يتم اختبار مدى فهم الطالب للمادة العلمية المقدمة عن طريق تقنية الهولوغرام، فإذا كانت النتيجة إيجابية سينتقل الطالب للمرحلة التالية، وإن كانت سلبية سيتحتم عليه إعادة المادة العلمية حتى يجتاز هذا الامتحان الصغير، وإذا تكرر إخفاق الطالب فهذا يعني أن لديه مشكلة في قدرات التعلم، وبالتالي ستتم إحالته إلى المركز التعليمي «Educational Center».

- المركز التعليمي Educational Center: هذا المركز يقوم بدور الإرشاد الأكاديمي والنفسي للطالب، ويتواجد في كل دولة في العالم ولا يقتصر على بلد معين، بحيث يتم إرسال تقارير حالة الطالب إلى هذا المركز عن طريق نظام الذكاء الاصطناعي ويتوجه الطالب الذي يعاني من مشكلة في الفهم والتعلم إلى أقرب مركز تعليمي ليعرض مشكلته من أجل إيجاد حل لها.

ولكن هناك بعض العوائق التي قد تواجه تطبيق هذه الرؤية ومنها التكلفة العالية بسبب استخدام تكنولوجيا متطورة، وعدم تقبل الناس لهذه النقلة الكبيرة بعد اعتيادهم على  المنهجية التقليدية للتعليم، بالإضافة لذلك إلغاء روح المنافسة بين الطلاب بسبب عدم اعتماد نظام درجات للتمييز بين الطلاب، والاكتفاء بتقييم تكون نتيجته نجاح أو رسوب فقط، وهذه الرؤية تم طرحها ضمن مسابقة شركة SIEMENS بعنوان «جامعة المستقبل» والتي أقيمت بكلية الهندسة.

محمود سعيد الأحمد العلي

ممثل الفريق الفائز بالمركز الأول بالمسابقة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA