التحفيز نافذة التثقيف الصحي 

كل منا له ما يحفزه لفعل أشياء ما في الحياة، فالجوع يدفعك أن تأكل، والعطش يدفعك أن تشرب، وهذا ما يعرف بـ التحفيز أو Motivation، وهو الذي يعرف بأنه «العملية التي تسمح بدفع الأفراد وتحريكهم من خلال دوافع معينة نحو سلوك معين أو بذل مجهودات معينة قصد تحقيق هدف».

لذلك غالبًا ما يشكو من يقوم بعملية التثقيف الصحي من سلبية المريض تجاه النصائح والإرشادات التي تقدم له ومن أنه لا يلتزم بها، وفي الغالب لا يوليها أي اهتمام يذكر، وهنا يقف المثقف الصحي حائرًا ماذا يفعل للمريض، وكيف يقوم بتحفيزه وتنشيطه حتى يقوم على الأقل بالاستماع إلى نصائحه ثم يفكر فيها ويطبقها.

في البداية على المثقف الصحي أن يمعن التفكير في المحفز الذي قدمه لهذا المريض وهل هو كافٍ لشد انتباه المريض أم لا، وأن يقر أن عملية تحفيز المريض لها أهمية، كما أن المعرفة بأسباب التحفيز وطرقه وأثره على المريض «المتعلم» مهمة جدًا لعملية التثقيف الصحي ومن يقوم به، وعندما تطبق هذه المعرفة بطريقة مناسبة بوساطة المثقف الصحي فإن ذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية بإذن الله، مع المريض، وهذا ينعكس على المثقف الصحي في تعامله مع المرضى الآخرين.

وهنا بعض الطرق التي يمكن بها تحفيز المريض: أعط المريض الفرصة ليكون هو البادئ مثلاً اتركه ليتحدث عن المشكلة وكيفية حلها، رحّب بالمريض خصوصًا إذا كان جديدًا في عيادتك، اسمح للمريض بالتحدث عن الأسباب التي تؤدي إلى تثبيطه وكن مستمعًا جيدًا، اسأل المريض عن طرق التحفيز المحببة لديه ورغباته، حافظ على بقاء نظر عينيك بعينيه في أثناء تحدثك معه.

ويمكن استخدام أسلوب الثواب والعقاب في تعليم المريض كمحفز، مثلاً: إذا لم تحافظ على الإرشادات فإنني لن أتكلم معك في المرة القادمة، أظهر احترامك للمريض وسرية تعاملك معه فهذا يزيد من ثقته بك واحترامه لك، ولا تتعد حدود الدين والقيم والعادات في استخدام المحفزات للمريض، بل حاول دائمًا أن تكون وسطًا في تعاملك، حازمًا وقت الحزم ولينًا وقت اللين.

وختاماً يجب أن نحرص نحن طلاب التثقيف الصحي على أن يكون كلامنا المحفز الشفاء لقلب المريض، كما أوصانا بذلك محاضرنا عيسى الجوحلي جزاه الله خيراً، خلال تدريس مقرر الطرق العلمية للتعليم الصحي هذا الفصل، وعلى دروب التحفيز نلتقي.

راكان الزهراني - قسم التثقيف الصحي

كلية العلوم الطبية التطبيقية