الموهبة لغةً مأخوذة من الفعل «وهب»، وهي العطية؛ أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض، واصطلاحاً فإن الموهوب هو الشخص الذي لديه استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجلات التي يقدرها المجتمع، وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكيرالابتكاري والمهارات والقدرات الخاصة.
هناك أشخاص كثيرون موهوبون، بل إن كل شخص على وجه هذه البسيطة لديه موهبة، ولكنها قد تكون مخبأة، أو مغطاة بحجاب.
في الأيام الماضية حضرت إحدى المحاضرات في معرض يسمى «سوق المواهب» لدعم الشباب، ولمشاركة خبراتهم ومواهبهم مع الجمهور المتعطش للاطلاع على المواهب؛ فور دخولي إلى المعرض قابلوني بالترحيب وأدخلوني إلى أول قسم من أقسام المعرض، وهو قسم يعطي للزائر فكرة وصورة شاملة عن المعرض.
وهناك وجدت أربعة موهوبين يقوم كل منهم بعرض موهبته، وكيف اكتشفها، وكيف طورها، وفي قسم آخر من أقسام المعرض حضرت محاضرة بعنوان جذاب وهو «الموهبة ليست اختراعاً» قدمها الأستاذ فريد الصبحي أحد المهتمين بتطويرالمجتمع، وقال فيها إن كلاً منا لديه موهبة وشيء مميز، لكن بعضنا ليس لديه «الجرأة» على اكتشافها أوعرضها على المجتمع، وإن الموهبة ليست مرتبطة بتخصص معين أو مسار وظيفي؛ بل قد تكون موهبتك في مجال يبعد كل البعد عن تخصصك في الجامعة والأمثلة على هذا كثيرة.
وأضاف أيضاً عن أهمية البحث عن الموهبة في النفس فقال: ابحث في ذاتك ماذا تحب، موهبة الإنسان هي جزء من كيانه الداخلي، وهي أسلوبه في الحياة، فمثلاً إذا كنت كاتباً فلا بد أن تقرأ باستمرار الكتب التي تعطيك مخزوناً لغوياً جيدًا، وتكسبك أسلوباً جديداً في كتاباتك، وكذلك أي موهبه أخرى أوصيك أن تبحث عما ينميها من أجل أن تنفع نفسك وتنفع الآخرين.
إننا في حاجة إلى تدريب الشباب على البحث عن مواهبهم؛ فالمجتمع في حاجة كبيرة للموهوبين من أبنائه، فهم صانعو المستقبل، وأمل الأمة في الرقي والتطور، وبدونهم تتوقف مسيرة حياة الأمة، وتتختلف عن ركب الحضارة.
أحمد عادل البريكان
قسم اللغة العربية
إضافة تعليق جديد