استراتيجية البنائية والنموذج التعليمي «E5»

 

البنائية هي استراتيجية التعلم التي تعتمد على المعرفة السابقة للطلاب ومعتقداتهم ومهاراتهم السابقة، ومع النهج البنائي، يقوم الطلاب بتوليف فهم جديد من التعلم المسبق وتكوين المعلومات الجديدة.

والنموذج «E5» هو نموذج تعليمي يقوم على أساس النظرية البنائية للتعلم، وهو نموذج خماسي المرحلة تبدأ كلها بحرف «E» ولذلك كان إطلاق اسمه «E5»، ويقوم النموذج على أن المتعلمين يقومون بتشييد أو بناء أفكارهم الجديدة على أساس أفكارهم القديمة.

ويمكن استخدام النموذج «5 E» مع الطلاب من جميع الأعمار، بما في ذلك الكبار، ويناسب استخدامه في المقررات التراكمية التعلم مثل الرياضيات واللغة العربية والفيزياء والكيمياء.. الخ.

ويصف النموذج «5 E» كل مرحلة من مراحل التعلم، وتبدأ كل مرحلة مع الحرف «E»: Engage إشراك،  Explore استكشاف، Explain شرح،  Elaborate تفسير وتوضيح، Evaluate وتقييم.

ويسمح «5 E» للطلاب والمعلمين بتجربة الأنشطة المشتركة فيما بينهم، واستخدام المعرفة والخبرة السابقة لبناء المعنى الجديد، والتقييم المستمر لمدى استيعابهم وإدراكهم للمفهوم:

- المشاركة: تعتبر مرحلة البدء من النموذج ويتم فيها نشاط «الانخراط» بما يلي: إجراء اتصالات بين تجارب التعلم الماضية والحالية، توقع الأنشطة وتركيز تفكير الطلاب على نتائج التعلم من الأنشطة الحالية.

- الاستكشاف: في هذه المرحلة يتم توفير قاعدة مشتركة من التجارب للطلاب بحيث يتم تحديد وتطوير المفاهيم والعمليات والمهارات، ويقوم الطلاب باستكشاف بيئتهم أو استخدام مواد من البيئة.

- الشرح: في هذه المرحلة يقوم الطلاب بشرح المفاهيم التي كانوا يستكشفونها، وتتاح لهم الفرصة لإضفاء الطابع اللفظي على فهمهم للمفاهيم أو لإظهار مهارات أو سلوكيات جديدة.

- التفسير: وتوضح هذه المرحلة فهم الطلاب المفاهيمي وتسمح لهم بممارسة المهارات والسلوكيات وتفسير هذه الممارسات، ومن خلال التجارب الجديدة يطور المتعلمون فهماً أعمق وأوسع للمفاهيم الرئيسية، ويحصلون على مزيد من المعلومات حول المجالات ذات الاهتمام، ويتم صقل مهاراتهم.

- التقييم: يعمل الطلاب في هذه المرحلة على تقييم مدى فهمهم وقدراتهم، كما تتيح للمعلمين تقييم فهم الطلاب للمفاهيم الأساسية وتنمية المهارات.

وتكون مهمة المعلم البنائي في هذا النموذج تحدید المشكلات ومراقبة استكشاف الطلاب، ویرشد الطلاب في البحث، ویشجع الأنماط الجدیدة من التفكیر، والعمل في الغالب مع البيانات الخام، المصادر الأولية، والمواد التفاعلية.

ويتطلب التدريس البنائي من الطلاب التعامل مع البيانات الخاصة بهم وتعلم كيفية توجيه الاستكشافات الخاصة بهم، وفي النهاية يبدأ الطلاب في التفكير في التعلم كما تراكمت المعرفة المتطورة.

ومن خلال هذا النموذج يتضح الدور الكبير الذي يلعبه الطالب في عملية التعلم، من حيث كونه مشاركاً فيها ومستكشفاً ومطوراً لمهاراته وشارحا لمدركاته المعرفية وللمفاهيم وبأسلوبه الخاص لبلورة هذه المفاهيم والوصول لقاعدة متينة من الفهم والتعلم ذي الأثر، وفي اعتقادي أن كل هذا يعزز أسلوب التعلم النشط، وبالتالي فإن دور المحاضر التقليدي لم يعد كما كان، بل عليه مراجعة نفسه وأسلوب وطريقة محاضرته بناء على هذا النموذج بحيث يحدد المشكلات – يراقب استكشاف الطلاب – يرشدهم في البحث – يشجع أنماط التفكير الجديدة – يقيم، لكي يكون لتعليمنا وتعلم طلابنا عمق الأثر وصقل الشخصية.

أ. د. هشام عبدالغفار 

أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات المساعد

منسق الجودة - قسم العلوم الأسـاسيـة 

السنة الأولى المشتركة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA