اللقاء السنوي المفتوح.. بين قلة الحضور وغزارة المضمون

بين آنٍ وآخر أحضر  اللقاء السنوي المفتوح لمعالي مدير الجامعة مع الطلبة والطالبات بحضور وكلاء وعمداء ومنسوبي الجامعة، وقد تلقيت هذا العام أسوة بزملائي أعضاء هيئة التدريس دعوة معالي المدير لحضور اللقاء، وقمت بدعوة أبنائي الطلبة وحثهم على الحضور وفقاً لما ورد في خطاب الدعوة، ودعوت الطلبة أن ينصتوا للبث الحي للقاء إن لم يتمكنوا من الحضور.

قد يرى البعض أن اللقاء الأخير، عادي وروتيني، بينما أرى فيه أهمية بأنه مخصص لمناقشة مطالب وتوقعات الطلبة والطالبات والتعامل معها في حينها أثناء اللقاء وأمام الشخص المسؤول عنها، في المواضيع التعليمية والعلمية والخدمات المساندة، وقد ذكر معاليه وبعيداً عن الروتين في بداية اللقاء، أنه ليس هنالك كلمةً افتتاحية عدا التذكير بأهداف الجامعة الثلاث «التعليم، البحث العلمي، وخدمة المجتمع»، وطلب حضور جل أعضاء إدارة الجامعة كمسؤولين مباشرين، ليتناولوا ما يطرحه الطلاب من تساؤلات وانتقادات إيجابية وأفكار جديدة، كما هي عادة جيل الشباب الواعي المدرك لمسؤوليته ومستقبل الوطن.

في بداية اللقاء ذكر معاليه أن الجامعة حظيت بدعم الملك سلمان صاحب الفضل الكبير على جامعة الملك سعود منذ نشأتها، منذ كان أميرًا على مدينة الرياض لفترة طويلة وواكب تطور الجامعة منذ ولادتها في وقت كانت جامعات القاهره ودمشق وبغداد في أوج إنجازاتها، وكان كثير من أبناء الوطن يشدون الرحال لها لنيل العلم بها، واليوم بفضل من الله ثم بعناية الملوك والمخلصين من أبناء الوطن أصبحت الجامعة رائدة على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

ولتوثيق مساهمة خادم الحرمين الشريفين في إنشاء وتنمية الجامعة، أصدرت الجامعة كتاب «سلمان والجامعة» وهو وثيقة تارخية، ولعلي هنا أشير إلى أنه ورد بأن الملك سلمان حفظه الله، كان يستقبل شخصياً أثناء عمله كأمير للرياض، بمطار الرياض القديم، أوائل المبتعثين السعوديين والحاملين لشهادة الدكتوراه.

وفي رد معاليه على مقترح إحدى الطالبات بفتح تخصصات هندسية ومعمارية للطالبات، أجاب بأن هناك توزيعاً في أدوار الجامعات، ولا بد أن يكون هناك تمايز لكل جامعة حكومية وأهلية، وأنه ليس من الضروري فتح تخصصات لمنافسة جامعات أهلية معتمدة وإعطاء فرصة لتنمية القطاع الخاص في مجالات التعليم وتركيز الجامعة على بعض التخصصات في إطار تكامل العمل بين الجامعات الحكومية والخاصة.

كما أوضح معالي المدير بأن هناك مبادرة جديدة للجامعة وهي مكافأة لطلبة الدراسات العليا المبتعثين من الجامعة والمقبولين في أحسن الجامعات العالمية وخاصة الجامعات الأمريكية، تبلغ أربعة رواتب للمبتعث أو المبتعثة في قائمة أول عشر جامعات، وثلاثة رواتب للمقبولين في الجامعات من 11 حتى 20، وراتبين للمقبولين في الجامعات من 21-30، وراتب واحد للمقبولين في الجامعات من 31-50، وذكر معاليه بكل فخر تواجد ما لا يقل عن 180 مبتعثاً مقبولاً في أول 20 جامعة بأمريكا، وهناك عدد أكبر من مبتعثي الجامعة المقبولين في الترتيب من 20 حتى 50 جامعة.

وأشار معاليه إلى أن رؤية االجامعة 2030 تتواكب مع أهداف رؤية المملكة 2030 ونظام الجامعات الجديد، وأن الجامعة وإن كانت أكبر وأعرق جامعات المملكة فإنه وفقًا للدراسات، أكثر جامعة مؤهلة لتطبيق نظام الجامعات الجديد، ذلك بأن لديها أوقافاً وشركة استثمار وكراس علمية ناجحة ومدعومة من القطاع الخاص، ورسوم تتقاضاها من تقديم الاستشارات الخارجية «معهد الملك عبدالله للدراسات والاستشارات»، إضافة لما تقدمه من خدمات صحية وعلمية مقابل رسوم مناسبة.

كما ذكر معاليه تشغيل الملعب الرياضي من قبل القطاع الخاص ليغطي مصاريف صيانته وتشغيله فضلاً عن إعطاء فرص عمل للطلبة وربما تخفيض خاص للطلبة ومنسوبي الجامعة لحضور الفعاليات الرياضية والفنية بالملعب الحديث، وفي هذا الإطار قد يكون هناك مسودة خطة تنفيذية لتحول الجامعة وفق جدول زمني يحتذى به، آملاً أن تنشر إن وجدت ويشرع بها إن لم توجد، ونشرها لمشاركة أعضاء هيئة التدريس ومنسوبي وطلبة الجامعة في المساهمة في مراجعتها وتوجيهها وفق أي متغيرات مستجدة، وبهذا التغيير يكون التغيير «Change Management» مشتركاً من أعلى إلى أدنى والعكس صحيح.

لقد كان الحضور قليلاً، وعندما ذكرت ذلك لعميد شؤون الطلاب النشط د. فهد القريني بعد نهاية اللقاء، أوضح لي مشكورًا أن هنالك بثاً حياً للقاء على الإنترنت وأن كثيراً من الطلبة يفضل ذلك بدلاً من الحضور، وتبعاً لذلك فقد تم تسجيل بعض أسئلة الطلاب بالفيديو وتم عرضها أثناء اللقاء وناقشها معالي المدير والمسؤولون بالجامعة.

في الختام، أثني على تنظيم الحفل وإدارة اللقاء العصرية، إذ توزع استلام الأسئلة الموجهة لمعالي المدير من جمهور الطلبة في 3 قاعات رئيسية منها قاعة الحضور، والمدينة الجامعية للطالبات، وقاعة عليشة، فضلاً عن عرض أسئلة مسجلة بالفيديو من طلاب أثناء تواجدهم في الجامعة أو في معاملهم وبطريقة عفوية.

وأخيرًا، أتمنى لجامعتنا الأم كل نجاح وتوفيق في بناء قادة مستقبل الوطن برعاية خادم الحرمين الشريفي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله.

أ.  د. إبراهيم الحماد

كلية الهندسة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA