يطلق على الشعاب المرجانية الغابات المطيرة للبحار والمحيطات، وتُعد من أكثر النظم البيئية تنوعاً على الكرة الأرضية، لكنها نظم بيئية هشة لحساسيتها إلى الحرارة وتغييرات الطقس وحموضة المحيطات وملوحتها وكذلك أوجه النشاط الإنسانية المضرة بالحياة على اليابسة وفي البحار.
وتمتاز شعاب البحر الأحمر عن غيرها بأنها طورت مناعة لافتة ضد تأرجح درجات الحرارة والملوحة وعكر المياه، وهي العوامل نفسها التي يمكن أن تكون قاتلة للشعاب في أماكن أخرى، ويمتاز البحر الأحمر أيضاً بصفاء مياهه وذلك لعدم وجود مصبات أنهار، ولانخفاض كمية الأمطار الهاطلة والتي تجرف معها رواسب مختلفة، كما هو الحال في معظم الأماكن الأخرى. ويعتقد بعضهم أن اسم «البحر الأحمر» أخذ تيمناً باحمرار المرجان فيه.
وقد كشف بحث أجراه «جون برونو» و«إليزابيث سيليغ» من جامعة نورث كارولاينا في الولايات المتحدة، أن الشعاب المرجانية تتدهور وتتآكل، نتيجة أسباب مباشرة يقوم بها المجتمع البشري وتؤدي إلى تأثيرات سلبية، وهناك أسباب غير مباشرة. كما أن هناك أسباباً طبيعية تتضافر مع الأسباب الأخرى وتسهم في تراجع أوضاع المرجان
وأثبت البحث أن أحوال البيئة تتدهور بشكل عام، والشعاب المرجانية جزء عضوي من هذه البيئة، وأن الشعاب في المحيط الهندي والمحيط الباسيفيكي تختفي بأسرع مما كان يتصور، فهناك حوالي 1554 كيلومتراً مربعاً تختفي كل سنة منذ سنة 1960م. وتشكل هذه النسبة ضعف نسبة اختفاء الغابات.
وقد دعا الباحثان إلى حماية الشعاب المرجانية من عوامل التآكل البشرية قدر الإمكان باعتبارها جزءاً عضوياً من دورة الحياة العامة على الكرة الأرضية، ولها وظيفة مهمة في النظام الأيكولوجي لكافة الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان، لذلك فإن أي خلل يصيبها سيؤثر على النظام كله.
كما تتميز الشعاب المرجانية بخصائص فريدة منها أنها أكبر تركيب حي على كوكب الأرض، ويعتاش فيها 25٪ من الحيوانات البحرية، وبعض المواد المستخرجة من الشعاب تستخدم في علاج كثير من الأمراض منها بعض أنواع السرطان والإيدز والتقرح وأمراض الأوعية الدموية، وتوفر الشعاب مأوى لأنواع مختلفة من الطحالب والديدان والصدفيات والقشريات وشوكيات الجلد والأسماك وحيوانات أخرى، وتلعب دوراً مهماً في تدوير المواد البيولوجية على الكرة الأرضية، وتعمل كمصدات طبيعية لحماية السواحل من قوى التعرية، ويستطيع العلماء من خلال دراسة الشعاب المرجانية معرفة التحول الذي طرأ على المحيطات والتنبؤ بمستقبلها، وقد استخدم المرجان في الطب العربي القديم خصوصاً في علاج العيون وأمراض القلب. كما استخدم في صنع الجواهر الثمينة التي تتنافس النساء على اقتنائها، وكان يدعى البسد أو العزول.
إضافة تعليق جديد