«التخييم» يحسن النوم ويضبط الساعة البيولوجية

وصلت دراسة حديثة إلى أن التخييم والابتعاد عن صخب المدينة وإمضاء مزيد من الوقت خارج المنزل قد يُحسن من جودة النوم ويعيد ضبط الساعة البيولوجية.

فقد وجد باحثون أن التخييم لمدة أسبوع خارج المدينة قد ساعد المشاركين في الدراسة على إعادة ضبط الساعة البيولوجية لأجسامهم لتكون أكثر انسجاماً مع دورة الليل والنهار الطبيعية، وبالتالي النوم لفترة أطول.

ويقول معدّو الدراسة إن هذه النتائج تدعم فرضية أن إمضاء المزيد من الوقت تحت ضوء النهار أو عتمة الليل يساعد الناس على الخلود إلى النوم في أوقات أفضل، وسلطت الدراسة الضوء على دور نمط الحياة الحديث، الناجم خصوصاً عن كثافة الأضواء الصناعية من حولنا، في التأثير على جودة نومنا.

يقول المعد الرئيسي للدراسة كينيث رايت: «من الواضح أن البيئة الحديثة تترك تأثيراً واضحاً في إيقاع حياتنا اليومي».

ويُشير مصطلح إيقاع الحياة اليومي circadian rhythms إلى التناوب في العمليات الحيوية في الجسم التي تحدث خلال 24 ساعة كاستجابة لتعاقب الليل والنهار.

يقول رايت: «كان أسلافنا يخلدون إلى النوم بُعيد غروب الشمس، ويستيقظون مجدداً مع شروقها، إلا أن الأمر لم يعد كذلك في أيامنا هذه، حيث يمضي الكثير من الناس أوقاتهم داخل الغرف حيث تُضيء الأنوار الصناعية المكان واعتادت أعينهم على أنوار الشاشات الساطعة، مثل شاشات التلفاز والهواتف الذكية والحواسب».

وفي دراسة سابقة أجريت في العام 2013 وجد رايت وزملاؤه بأن التخييم الصيفي لمدة أسبوع دون استخدام الهواتف الذكية يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم لتعود وتنسجم مع إيقاع الطبيعة.

وقد أظهرت عينات من لعاب المشاركين في الدراسة حينها بأن مستويات هرمون النوم (الميلاتونين) قد تبدلت بعد انتهاء التجربة، حيث كانت ترتفع مع غروب الشمس، وأصبح المشاركون ينامون قبل ساعتين تقريباً من موعد نومهم في المدينة، وبالتالي كانوا يستيقظون بشكل أبكر بالتزامن مع شروق الشمس.

اشترك في الدراسة الجديدة خمس متطوعين قاموا بالتخييم في منطقة جبال روكي بولاية كولورادو الأمريكية. وقام الباحثون بأخذ عينات من لعابهم قبل بدء التجربة وبعد انتهائها لدراسة تباين مستويات الميلاتونين فيها.

وجد الباحثون بأن ساعة الليل البيولوجية للمشاركين قد بدأت بشكل أبكر بمعدل ساعتين ونصف، وخلدوا إلى النوم في وقت أبكر.

ولكن الفرق الوحيد بين الدراستين، أن المشاركين في المخيم الشتوي لم يستيقظوا بشكل أبكر، وبالتالي فقد حصلوا على ساعتين إضافيتين من النوم.

ويؤكد الباحثون على أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين إمضاء الوقت خارج المنزل وتحسن جودة النوم. ويقول رايت بأن تفاوت درجات الحرارة بين الصيف والشتاء قد يلعب دوراً في زيادة عدد ساعات النوم في الشتاء، حيث يميل الناس إلى البقاء في دفء السرير بدلاً من النهوض وغسل الوجه والتعرض للبرودة.

جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة Current Biology.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA