أسئلة ملحّة حول التسهيلات الأكاديمية لذوي الإعاقة

يشير مصطلح التسهيلات الأكاديمية أو «المواءمات» «accommodations  Academic» للطلاب ذوي الإعاقة في مؤسسات التعليم العالي، إلى التعديلات والتكييفات التي يتم إجراؤها في بيئات التدريس والتعلم بقصد المساعدة على إتاحة الفرص المتكافئة وتوفيرها على قدم المساواة للطلاب ذوي الإعاقة، شأنهم في ذلك شأن الطلاب الآخرين الذين ليس لديهم إعاقات.

ويمكن أن تكون تلك التسهيلات متاحة في بيئة المحاضرات واستراتيجيات التعلم والاختبارات، لكن بكل الأحوال يجب أن لا يكون ذلك على حساب المعايير الأكاديمية.

وفيما يتعلق بالتقييم، يمكن أن تنطوي التسهيلات على وصف التغييرات في الشكل والصياغة أو الاستجابة أو التوقيت التي لا تؤدي بأي طريقة إلى تغيير ملحوظ في قياس الاختبار لما وضع لقياسه.

ويجري تصميم التسهيلات لضمان أن التقييم يكفل قياس المحتوى المستهدف أو محتوى السمة موضوع القياس وليس قياس إعاقة الطالب أو تقييمها.

ولقد أصبح الطلاب ذوو الإعاقة، في الوقت الراهن، يحصلون على قبول في الجامعات السعودية لمواصلة تعليمهم بعد المرحلة الثانوية «Postsecondary» والاستعداد للمهنة والعمل، أكثر من أي وقت مضى، وتقدر نسبة الطلاب ذوي الإعاقة بحوالي 10% من طلاب البكالوريوس على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، أي تقريباً «700.000» طالب وطالبة.

وعلى الرغم من التحاق الطلاب ذوي الإعاقات بمؤسسات التعليم العالي، إلا أن هناك تساؤلات هامة حول تقديم التسهيلات الأكاديمية لهؤلاء الطلاب، خاصة مع تزايد هؤلاء الطلاب الذين يواصلون تعليمهم، ومن هذا المنطلق سيتم الإجابة على الأسئلة الملحّة التي يتكرر طرحها في هذا الجانب من قبل أعضاء هيئة التدريس والإداريين:

- كيف يمكن تعديل ممارسات وإجراءات برامج التعليم العالي لجعل الوصول إليها ممكناً؟ 

لعل أكبر التحديات لتعديل سياسات وممارسات البرامج للطلاب ذوي الإعاقة هو أنها تتطلب التفكير والإعداد المسبق والاستعداد المبكر، والتعديلات الحقيقية نفسها نادرًا ما تكون مكلفة أو جوهرية، ومن بعض الأمثلة إعادة جدولة المحاضرة بمكان يسهل الوصول إليه، وخيارات الحضور المبكر للطلاب ذوي الإعاقة ليسمح الوقت بترتيب التسهيلات، وتقديم وصف المقرر «Syllabus» لهم قبل بداية المقرر، والتواصل الواضح حول متطلبات المقرر، وتقديم المهام والواجبات وتواريخ التسليم وعمليات التقييم شفهياً أو كتابة، وتقديم أوراق خارجية «Handout» تلخص المحاضرة والسماح للطلاب باستخدام كاتب للملاحظات او استخدام جهاز تسجيل للمحاضرة، وتكون التعديلات متنوعة اعتمادًا على حاجات الطالب الفرد، وفي حال كانت التعديلات تخل جوهرياً بطبيعة البرنامج أو النشاط فإنها تكون غير مطلوبة أو مقبولة.

- ماهي التسهيلات المقبولة؟

التسهيلات مصطلح تمت صياغته من تشريع الوظيفة والإعاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشير إلى أي تعديلات يمكن عملها للشخص ذي الإعاقة من خلال البيئة التعليمية، وذلك بغرض الحد من التمييز الذي يؤثر على إعاقة الفرد الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو التعليمية، والتسهيلات المقبولة في المجال الأكاديمي، والتي يطلق عليها أيضا «التكييفات» أو «المواءمات الأكاديمية - Academic adjustments» قد تتضمن تكييف التعلم والمنهج وتعديلات الاختبارات وتسهيلات إدارية.

- هل من الضروري أن يقدم الطالب وثائق تثبت الإعاقة لطلب التسهيلات؟

قد تطلب بعض الجامعات وثائق حديثة تثبت الإعاقة، وإذا كان الشخص يستخدم بوضوح الكرسي المتحرك، أو لديه كف بصر أو صمم، فقد لا يكون هناك ضرورة لوثائق إضافية. أما الطلاب ذوو الإعاقات الخفية المستترة «Hidden disabilities» مثل صعوبات التعلم أو الاضطرابات السلوكية والانفعالية أو الإعاقات الصحية المزمنة، فقد يكون منطقيًا وملائمًا طلب وثائق لتأسيس مصداقية لطلب التسهيلات اللازمة وتحديد طبيعتها.

- ما نوع الوثائق المطلوبة؟

يجب إحضار الوثائق وتوقيعها من مركز أو جهة مختصة بنماذج الإعاقة مثل طبيب مختص أو أخصائي نفسي أو مرشد تأهيل، ويجب أن تؤكد الوثيقة نوع الإعاقة وتقترح التسهيلات المناسبة، وإذا كان هناك وثيقة سابقة رسمية مثل وثيقة المرحلة الثانوية، فقد تكون كافية، إلا إذا لم تكن حديثة، إذ يجب أن لا يتجاوز عمرها عادة 3 - 4 سنوات، وإذا كان لا يوجد وثيقة حديثة، فقد يكون مناسباً تكليف الطالب أو ولي أمره أو مرافقه بإحضار وثيقة حديثة، ويمكن أن يتطلب ذلك إجراء تقييم حديث لدى مختص ملائم.

- هل تعد التسهيلات الأكاديمية ترفاً أو امتيازاً خاصاً؟

لا تعد التسهيلات الأكاديمية المقدمة للطلاب ذوي الإعاقة ترفاً أو امتيازاً غير مستحق، بل على العكس، والهدف منها السماح للطلاب ذوي الإعاقة بالوصول المتكافئ للبرامج الأكاديمية بشكل مماثل أو متقارب مع أقرانهم الطلاب الآخرين، ويمكن أن تكون تلك التسهيلات عاملاً حاسماً وفارقاً في نجاح أو إخفاق الطلاب في المقرر، ورغم أن أستاذ المقرر مطلوب منه أن يغير في طريقة التدريس وإجراءات الاختبارات لتطبيق التسهيلات، فإنه لا يجب أن يغير في معيار التصحيح ومنح الدرجات.

د. زيد بن محمد البتال

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA