خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال

 

مع التقدم التقني والإلكتروني الهائل والمتسارع في هذا العصر تطورت أساليب اللعب والترفيه، وظهرت الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي وجدت لها سوقاً رائجاً، نظراً لما تتمتع به من إقبال كبير من قبل الأطفال والشباب، وأصبحت تأخذ حيزاً كبيرًا من أوقاتهم وأثَّرت في سلوكهم وأخلاقهم.

وقد تدرجت أشكال هذه الألعاب وتطورت بشكل كبير وواضح حتى وصلت إلى تقدم تقني باهر، ومن أكثر الألعاب شيوعًا في هذا العصر، ما يعرف بالألعاب الإلكترونية وتسمى أحيانًا ألعاب الفيديو أو ألعاب الحاسب الآلي، وكلها تجتمع في عرض أحداث على الشاشة، وتمكين اللاعب من التحكم في مجريات هذه الأحداث فيما يُعرف بالعلاقة التفاعلية.

وبهذا فقد شهد مفهوم اللعب عند الأطفال تغيراً ملموساً نتيجة التغيرات السريعة التي شهدها العالم، ففي حين ارتبط لعب الأطفال عبر التاريخ بالحركة وتعالي صيحاتهم وضحكاتهم الجماعية في منطقة مكشوفة غالباً ما تكون حديقة المنزل؛ جاءت أجيال عديدة من ألعاب الفيديو كنتيجة حتمية للطفرة المعلوماتية التي احتلت حياتنا بكل تفاصيلها، وبات مألوفاً مشهد الطفل الذي يجلس في يوم عطلته وحيداً أمام شاشة التلفاز وهو بملابس النوم التي لم يضطر لاستبدالها ليبدأ بذلك عملية تفاعل مع ألعابه المفضلة التي تصنف كوسائل حديثة لامتصاص الغضب وترميز أوقات ممتعة تتلاءم مع متطلبات العصر، حيث انتقل اهتمام الصغار إلى الألعاب الإلكترونية التي بدأت تجذبهم ذكوراً وإناثاً منذ سن الثالثة.

هذا الانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية وزيادة الساعات المصروفة من قبل الأطفال ذكوراً وإناثاً في اللعب؛ بدأ يثير تساؤلات من قبل المربين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع حول آثارها المعرفية أو الانفعالية، فأصبح هذا الموضوع مثار جدل قائم بين العلماء والمربين والمتخصصين، والذين انقسموا إلى فريقين ما بين متفائلين تجاه لعب الأطفال بالألعاب الإلكترونية وما بين متشائمين، وقد أقام كل من الفريقين وجهة نظره على أساس من الحجج والافتراضات التي لا يمكن تجاهلها.

فاطمة عبدالله السبيعي

سياسات تربوية ورياض أطفال

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA