قرأت لك

الحوار مع الطفل

يفتح الحوارُ آفاقًا رحبة أمام الآباء والمعلمين، تساعدهم على فكِّ رموز شخصيات أبنائهم، ومعرفة أسرارها؛ ليسهل عليهم اختيار الأساليب التربوية التي تناسب طبائعهم وسماتهم الشخصية، للوصول إلى تربية سليمة قائمة على فهم وبصيرة، والحوار سبيل إلى غرس قيم التفاهم والتعايش والمصالحة مع الآخرين، وسبيل إلى التعلم والتثقيف، وتنمية المهارات، وغرس التصورات الفكرية السليمة عن الكون والإنسان والحياة، وإنضاج ملَكات الإبداع؛ بشرط أن نحسن اختيار فكرة الحوار، وبيئة الحوار، وأساليب الحوار، والحجج المنطقية التي يقبلها عقل الطفل، وتتفاعل معها مشاعره.

سباعية النجاح

في هذا الكتاب ذي الأحد عشر فصلاً، كتب المؤلف عن الحوار مع الطفل؛ حيث تطرق الفصل الأول إلى “تعريف الحوار والطفل”، ودار حول الحوار مع الطفل في التاريخ الإسلامي ومصادر التلقي وما سماها “سباعية الحوار الناجح” وهي: استشعار أهمية الطفل في الحياة وأهمية الحوار معه، والرغبة الصادقة في التواصل معه، والمشاعر الدافئة تجاهه، والمحتوى الهادف، والهدوء والصبر، وحُسن الإنصات، والبعد عن التعصب وتجريح الذات.

أهداف الحوار

وجاء الفصل الثاني عن “أهداف الحوار مع الطفل” ودوره في تعزيز المشترك الإنساني والتربية الإنسانية عنده، وتناول محاور أهداف الحوار العامة والخاصة؛ ومنها: تشجيع الطفل على الحوار، وتربية جيل يؤمن بالتعددية والثقافية والاجتماعية ويتقبل الآخرين، وتمكين الناشئة من التركيز على المشترك الإنسانيِّ. وتناول الفصل الثالث “بيئة الحوار ولغته”، وعباراته وآدابه ومسوغاته، وأوضح أن بيئة الحوار هي توفير مناخ جاذب ومحبَّب للطفل، ودلَّل على أن استخدام العبارات الإيجابية ولغة الرمز والإيحاء يُعدُّ أسلوبًا مُجديًا في التربية.

أنواع الحوار

أما الفصل الرابع فخصص للحديث عن “أنواع الحوار مع الطفل”، من حيث الشكل والمضمون؛ فمن حيث الشكل هناك الحوار الشفهي المباشر الذي يمارسه الآباء في المنزل والمعلمون في المدرسة، وغير المباشر، أو العفويُّ، الذي يمارسه الآباء في حياتهم اليومية، والحوار الكتابيُّ. ومن حيث المضمون هناك الحوارُ الوجدانيُّ؛ وهو الذي يهدف إلى استثارة العواطف والمشاعر في نفس الطفل، كما أن هناك حوارًا معرفيًّا، وآخر ترفيهيًّا.

مبادئ وضوابط

وتحدَّث الفصل الخامس عن “مبادئ الحوار مع الطفل”، وهي: المرونة، والصبر، والتنوع، والإيجابية، والوضوح، والقبول. وفي الفصل السادس كتب عن “ضوابط الحوار مع الطفل”، ومنها: مناسبته للمرحلة العمرية، والهدوء وتجنُّب الجدال، ومراعاة الفروق الفردية، والواقعية، والعدل والمساواة، والدقة العلمية، واحترام إنسانية الآخر. ودار الفصل السابع حول “أساليب الحوار مع الطفل” كالحوار بالقصة، والحوار بالمسرحية، والحوار بالمثَل. أمَّا الفصلُ الثامن فقد تناول مهارات الحوار، وهي: الطلاقة اللفظية، وحُسْن الإنصات، والإتيان بالحُجة المقنِعة، ولغة الجسد، والثقة بالنفس، والمرونة، والتنظيم.

عوامل مؤثرة

وخُصِّص الفصل التاسع لـ”الحوار ومراحل الطفولة”، وهي على الترتيب: الطفولة المبكرة الأولى، والطفولة المبكرة الثانية (4-6 سنوات)، والطفولة المتوسطة (7-10 سنة)، والطفولة المتأخرة (11-15سنة). وفي الفصل العاشر تناول “العوامل المؤثرة في نجاح الحوار مع الطفل”، وهي: الأسرة، والمسجد، والمدرسة، والإعلام، والمؤسسات الثقافية، والحاسب الآليُّ، والإنترنت، الذي ساعد على نشر ثقافة الحوار من خلال الحواراتِ المكتوبة بين المتصفِّحين. وخُتم الكتاب بفصله الحادي عشر تحت عنوان “معوقات الحوار مع الطفل”، والتي قد تتمثل في البيئة الأسرية المنغلقة، والثقافة المجتمعية، والمدرسة، والإعلام.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA