أصدرت منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إصداراً نوعياً ضمن سلسلة المبادرات المجتمعية التي تقوم عليها المنظمة، وحمل الإصدار عنوان «كتيب تدريبي للمبادرات المجتمعية - أدوات عملية للمدربين والمتدربين».
وهذا الإصدار تضمن المبادرات المجتمعية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية في البلدان الأعضاء في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية؛ والتي استفاد منها أكثر من 15.5 مليون شخص في هذا الإقليم، وهي برامج متنوعة منها برنامج تطوير الاحتياجات التنموية الأساسية، أو برنامج المدن الصحية والقرى الصحية، وبرنامج المرأة في الصحة والتنمية.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه نظراً للتوسع في هذا الاتجاه ظهرت الحاجة لوضع كتيب تدريبي موحد يبين الأسلوب والمنهجية التي تتبعها المنظمة في هذه البرامج، وهو كتيب تعول عليه منظمة الصحة العالمية للمساهمة في تنفيذ برامجها لبناء قدرات المجتمع، كما أنه يمكن المجتمعات من التعرف على احتياجاتها ووضع أولوياتها.
ويحتوي هذا الإصدار على جزأين أساسيين: الأول أدلة إرشادية للميسرين «المسهلين» في عملية التدريب، والثاني يتضمن خمسة كتيبات تدريبية؛ يحتوي الكتيب الأول على وحدتين هما: التنمية المضمونة، الاستمرار للصحة، والمبادرات المجتمعية في إقليم شرق المتوسط، ويحتوي الكتيب الثاني على ثلاث وحدات هي: الصحة للجميع، والرعاية الصحية الأولية، وتعزيز الصحة، والوقاية والعلاج من المرض، فيما يحتوي الكتيب الثالث على خمس وحدات هي: حشد جهود المجتمع والتعاقد الاجتماعي، تنمية الصحة، التنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، ومؤشرات الصحة والتنمية، ويحتوي الكتيب الرابع على عشر وحدات هي: التخطيط، والتنظيم، وتنمية الموارد البشرية، المسح المجتمعي والأولويات، وإعداد وتنفيذ المشروع، والتقييم والمتابعة، والإدارة المالية، والتوثيق وإعداد التقارير، والدعوة وكسب التأييد، وتقييم البرنامج، واختتم الجزء الثاني في هذا الإصدار بالكتيب الخامس الذي يحتوي على تقنيات الإدارة وبحوث العمليات والتنمية.
وفي حقيقة الأمر يعد هذا الإصدار «الكتيب التدريبي للمبادرات المجتمعية» الذي يقع في أكثر من 400 صفحة؛ مرجعاً علمياً وتدريبياً مهماً في مجال المبادرات الصحية التي تقدم للمجتمع، حيث يقدم خبرات عملية من شأنها أن تدعم المدربين والمتدربين في المجال الصحي بصفة عامة.
وأبرز ما يميز محتوى هذا الإصدار هو أنه يحمل تجربة عملية قامت بها منظمة الصحة العالمية لتنمية مدن وقرى عديدة، حيث توضح هذه التجربة وصفاً دقيقاً للآليات والشروط التي يجب مراعاتها والتي أثمرت عن نجاح جهود المنظمة في تحقيق أهدافها التنموية.
ونظراً لما يتضمنه هذا الإصدار الثري فإنني رأيت أن أنقل للقارئ الكريم خلال المقالات القادمة بعضاً منه بغرض نشر الوعي بهذه الجهود وتقديم نماذج عملية تساعد كافة المعنيين والمهتمين بهذا المجال على تقديم خدمات مجتمعية صحية متميزة، والله الموفق.
أ. د. يوسف بن عبده عسيري
وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير
إضافة تعليق جديد