السمات الضوئية للمعادن تكشف أصلها وتطورها

 

 

يعد علم بصريات المعادن أحد الفروع الرئيسية لعلم الجيولوجيا الذي يختص بدراسة المعادن والصخور، وذلك بقياس خصائصها البصرية، وغالباً ما تتم دراسة الخصائص البصرية للمعادن والصخور عن طريق تحضير عينات من الحبيبات الملصقة أو الشرائح الرقيقة أو القطاعات المصقولة، وفحصها بالمجهر المستقطب «المجهر البتروغرافي».

وتكمن أهمية دراسة السمات الضوئية للمعادن في تحديد التركيب المعدني للمواد الجيولوجية من أجل المساعدة في الكشف عن أصلها وتطورها، ويعد العالم وليام نيكول هو أول من قام بإعداد شريحة رقيقة من المواد المعدنية، وأول من قام بتطبيق الفكرة هو العالم هنري ثرونتون وذلك في عام 1831.

يبلغ حجم العينة المستخدمة للدراسة في المجهر البتروغرافي حوالي 30 ميكرومتراً تقريبًا، والعينات المستخدمة لدراسة خواصها البصرية تشمل الحبيبات المفككة، والشرائح الرقيقة، والشرائح المصقولة على المسرح المغزلي بالميكروسكوب البتروجرافي، وجميعها يتم استخدامها لفحص المعادن الشفافة من خلال الضوء النافذ، وهو الضوء الذي يمر خلال العينة من الأسفل، وتستخدم الشرائح المصقولة لدراسة وفحص المعادن المعتمة باستخدام الضوء المنعكس، وهو الضوء الموجه للسطح العلوي للمعدن من مصدر إضاءة رأسي ثم ينعكس على عين المشاهد.

ويستعمل المجهر البتروغرافي المستقطب لدراسة الشرائح الرقيقة للصخور والمعادن، وكذلك في دراسة حبيبات المعادن المغمورة في السوائل، كما أن المجهر البتروجرافي يستعمل أيضا في دراسة أشياء أخرى مثل معامل الكيمياء وعلم الفلزات وعلم التربة وعلم الأدوية، وعلى الرغم من وجود أنواع مختلفة من المجاهر إلا أنها تشترك في نفس التصميم وأسس العمل.

حيث تكون المعادن إما ثابتة أو متغيرة اللون، وتعد فعالية المعدن لعكس أو امتصاص الضوء الأبيض، من أضعف المعايير المستخدمة لتحديد المعدن بسبب تأثر اللون بالملوثات، على سبيل المثال يمكن للمرو والكالسيت أن يأتيا بالألوان أخضر، أصفر، أحمر، بني، أزرق، أبيض وصافٍ. أما الكبريت فيأتي دائماً بلون أصفر والبيريت يأتي بلون النحاس الأصفر.

ناصر شتوي

كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA