ذكرنا في المقال السابق أننا سنعرض أهم النتائج التي توصلت إليها دراسة ميدانية أجريناها عام 2010 بعنوان «المشكلات التي تواجه المرضى السعوديين المنتقلين من مناطق المملكة إلى مدينة الرياض للعلاج في المستشفيات الحكومية».
غطت الدراسة جميع المرضى السعوديين المنومين في تسع مستشفيات حكومية «مدينة الملك سعود الطبية، مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، مستشفى قوى الأمن، مستشفى الملك فيصل التخصصي، مدينة الملك فهد الطبية، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، مستشفى الملك خالد الجامعي، مستشىفى الملك عبدالعزيز الجامعي، ومستشفى القوات المسلحة»، وذلك باستخدام أسلوب الحصر الشامل كعينة ممثلة للمرضى المحولين أو المنتقلين خلال السنة.
وقد تم قياس المشكلات «المتغير التابع» من خلال تقدير حجم المعاناة الإنسانية، وحجم الخسائر الاقتصادية، وحجم المعوقات التنظيمية. كما تم قياس تأثير نوع المنطقة التي ينتمي إليها المرضى «المتغير المستقل» بنوع المشكلات التي تواجههم.
وأكدت نتائج الدراسة – بشكل عام – أن هناك مشكلات تواجه المرضى تمثلت في المعاناة الإنسانية حيث بلغت نسبة «49,8٪» عند مستوى المعاناة المتوسطة، و«30,1٪» عند مستوى المعاناة العالية، و«18,7٪» عند مستوى المعاناة المنخفضة.
وبلغت الخسائر الاقتصادية نسبة «46,4٪» عند مستوى الخسائر المتوسطة، و«29,9٪» عند مستوى الخسائر العالية، «22,6٪» عند مستوى الخسائر المنخفضة، في حين بلغت نسبة المعوقات التنظيمية «44,4٪» عند مستوى المعوقات العالية، و«37,9٪» عند مستوى المعوقات المتوسطة، و«22,6٪» عند مستوى المعوقات المنخفضة، وكشفت النتائج أن هناك نسبة ضئيلة من المبحوثين لا تتجاوز «4٪» لم تواجه أي مشكلات.
كما بينت النتائج أن متوسط عمر المبحوثين 39 سنة تقريباً، ومتوسط عدد أفراد الأسرة بلغ «7» أفراد تقريباً، ومتوسط الدخل الشهري للأسرة بلغ 6000 ريال تقريباً، ومتوسط حجم الإنفاق بمدينة الرياض من أجل تلقي العلاج في المستشفيات الحكومية بلغ 4000 ريال تقريباً عند كل مراجعة، ومتوسط المدة حتى يتم إجراء التحويل من منطقة المبحوث إلى مدينة الرياض لتلقي العلاج بلغت 72 يوماً. أما متوسط عدد الأفراد المرافقين للمبحوثين فبلغ فرداً واحداً تقريباً، ومتوسط عدد مرات المراجعة للمستشفيات الحكومية بمدنية الرياض بلغ 11 مرة تقريباً.
كما أوضحت النتائج أن منطقة الشؤون الصحية بعسير جاءت كأعلى منطقة بين مناطق المملكة يواجه مرضاها معاناة إنسانية، تلتها الرياض، ثم القريات. أما أعلى مناطق المملكة يواجه مرضاها خسائر اقتصادية فقد جاءت منطقة الجوف، تلتها عسير، ثم نجران؛ وأعلى مناطق المملكة يواجه مرضاها معوقات تنظيمية جاءت منطقة الباحة، تلتها الجوف، ثم عسير.
وعن الحلول التي يراها المبحوثون لمعالجة تلك المشكلات فقد احتل خيار وجود جمعية أو إدارة تهتم وترعى شؤون المرضى المحولين أو المنتقلين إلى المدن الرئيسية المرتبة الأولى من حيث الأهمية، ثم خيار تأمين نقل مجاني تحت إشراف فريق علاجي لنقل المرضى إلى المستشفيات في المدن الرئيسية، تلاه خيار تخصيص عيادة استشارية متنقلة بين مدن وقرى وهجر مناطق المملكة، ثم تفعيل الوقف الصحي الإسلامي، ثم التنسيق الجيد والفعال بين وزارة الصحة والخطوط الجوية في تسهيل حجوزات المرضى، ثم خيار دعم مشروعات بناء المستشفيات والمراكز المتخصصة عن طريق رجال الأعمال، تلاه خيار تشغيل المستشفيات العامة الحكومية تشغيلاً ذاتياً، وأخيراً خيار التأمين الصحي التعاوني.
ولمعرفة المزيد عن تلك الدراسة يمكن الرجوع إليها في مكتبة الملك فهد الوطنية، وإلى اللقاء.
د. علي بن أحمد السالم
المدينة الطبية الجامعية
إضافة تعليق جديد