في التاسع عشر من شهر صفر العام الجاري 1439هـ أبصر كتاب «جامعة الملك سعود والآثار» النور، كأحد المراجع التاريخية في مسيرة توثيق آثار المملكة العربية السعودية، وجاء ذلك في الحفل الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن فعاليات «ملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول» الذي اختتم في الرياض مؤخراً.
فكرة الإصدار
يروي سعادة عميد كلية السياحة والآثار الدكتور عبدالناصر الزهراني فكرة الإصدار قائلاً: «تبلورت الفكرة من خلال أحد الاجتماعات العلمية التي عقدت في مقر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبمبادرة من سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله، يومها التفت إليّ معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر طالباً مني الشروع في تنفيذ الفكرة، وبالفعل بدأنا في شهر رمضان من عام 1438هـ بعقد أول الاجتماعات».
تقسيم العمل وتحديد الأدوار
ويضيف د. سالم طيران وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي في هذا الجانب: «اجتمعنا كهيئة تحرير برئاسة عميد الكلية د. عبدالناصر الزهراني وعضويتي لجانب الزملاء د. سامر سحله، د. محمد العتيبي والأساتذة فؤاد العامر وكامل آل غانم وسعيد الزهراني وضيف الله الحارثي وعبدالله الفليج، وعقدنا اجتماعات متلاحقة لتقسيم مراحل العمل وتحديد الأدوار».
جمع المادة العلمية
ويواصل سعادته الحديث عن مراحل العمل قائلاً: «استغرق تجميع المادة العلمية قرابة ثلاثة أشهر، نظراً لتعدد مصادر استقائها، ولا شك أن قسم الآثار والرحلات العلمية به كان المرجع الأساس بالنسبة لنا، كذلك لم نستغنِ عن أرشيف الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، كما استعنا بالصور الموجودة لدينا من الرحلات العلمية ولدى الأستاذ فؤاد العامر والأستاذ كامل آل غانم، كذلك كان لرسالة الجامعة دور ملموس ممثل بالأستاذ عبدالله الفليج الذي تولى مشكوراً مهمة حصر جميع المواد والصور التي نشرت عبر صحيفة رسالة الجامعة.
التركيز على الصور
بدوره فند الدكتور سامر سحله وكيل الكلية للتطوير والجودة فكرة تغليب الصور على الجانب التحريري قائلاً: «هناك العديد من الإصدارات التي تُعنى برصد الجانب المعلوماتي للمناطق الأثرية، ومن هذا المنطلق ارتأت اللجنة وفريق عمل الكتاب أن نحصر التركيز على عرض ما أنتجته جامعة الملك سعود من أعمال كبيرة في تلك المواقع، لذا كانت الصور هي الرسالة التي رغبنا في إيصالها للقارئ».
توثيق إعلامي
وأضاف الدكتور سالم طيران في هذا الإطار قائلاً: «طبيعة الكتاب توثيق إعلامي يرصد إسهام جامعة الملك سعود في مجال الآثار منذ بداية اهتمامها في هذا الجانب بإنشاء «جمعية التاريخ والآثار» عام 1387هـ، ومن ثم البدء بالرحلات الاستطلاعية للمواقع التاريخية والأثرية التي بدأت عام 1391هـ وحتى وقتنا الحاضر، كل ذلك منحنا مساحة تاريخية كافية لتجميع مادة مصورة ثرية».
وقت قياسي
وعرج الدكتور عبدالناصر الزهراني على بعض الصعوبات والمعوقات التي مرت بهذا العمل بالقول: «لا شك أن فترة الإعداد لهذا الكتاب والتي صادفت الإجازة الصيفية هي من أبرز العقبات التي واجهتنا، ولكن في ذات الوقت شكلت لنا تحدياً هاماً نجحنا به -ولله الحمد- لاستشعار فريق العمل مسؤوليته تجاه تجهيز الكتاب في وقت قياسي يسبق حدثاً دولياً هاماً ومتخصصاً ألا وهو «ملتقى آثار المملكة الأول».
أفكار تطويرية
وختم سعادته بالحديث عن الأفكار المستقبلية لتطوير العمل قائلاً: «نعمل على إتاحة نسخة إلكترونية من الكتاب تسهل من عملية الاطلاع عليه واقتنائه، كما أننا بدأنا العمل فعلياً على إصدارات مماثلة عن القطع الأثرية في موقعي الربذة والفاو».
إضافة تعليق جديد