قرأت لك

«تويتر» والبناء الاجتماعي والثقافي
بسمة قائد البناء

درس هذا الكتاب طرق استخدام الشباب لشبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية، وأثرها على البناء الثقافي والاجتماعي، وخلص إلى نتائج مفيدة في فهم الآليات التي يستخدم بها الشباب تلك الشبكات، والتأثير الناجم عنها؛ في محاولة جادة لبناء منطق فكري جديد تبنى عليه نظريات جديدة لفهم آليات البناء الثقافيِّ والاجتماعي للمجتمعاتِ التي يرتفع فيها استهلاك شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية.

وذكرت المؤلفة في المقدمة أن الثورة المعلوماتية أحدثت طفرة نوعية لم يشهد مثلها التاريخ على جميع الأصعدة والمجالات العلمية والتعليمية والسياسية والاقتصادية، كما خلقت أنماطًا إعلاميةً جديدةً؛ في مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي التي أسهمت في ظهور منظومة تفاعلية إلكترونية. وأخذ موقع “تويتر” في الآونة الاخيرة يكتسب شهرة كبيرة، حيث جعل محدودية ما تضمنته التغريدة الواحدة «140حرفًا» ميزة مكَّنته من القدرة على تداول المعلومات والأخبار، وتخلق سيولة من التعليقات والآراء التي تتبلور مع الوقت لتكوّن اتجاهات لدى الجمهور، كما أوردت إحصائيات توضح أن السعوديين أكثر المستخدمين في الوطن العربي بنسبة 38%، يليهم المصريون 30%، ثم الكويتيون بنسبة 13%.

المفهوم والوظائف

في الفصل الأول تطرق الكتاب إلى مفهوم وجمهور ووظائف الإعلام الجديد، وسماته والنظريات الإعلامية المفسِّرة لواقع الإعلام الجديد، والصعوبات والتحديات، وذكر تعدُّد التسميات التي أُطلقت على الإعلام الجديد بتعدُّد أوجه المزاوجة بين تكنولوجيات الاتصالات الحديثة، وجمهور الإعلام الجديد الذين يمكن تصنفيهم إلى ثلاثة أقسام؛ الأول: المهمَّشون الذين يفتقدون الزاد المعرفي والتعليمي، يتناقلون الإشاعات والنكت الشعبية الساخرة والتي تمثِّل المادة الأساسية لهم والمتنفَّس، والصنف الثاني هم النخبة واستخدامهم الإعلام الجديد أكثر تطورًا ومسئولية، والثالث النخبة الشبابية المهمَّشة، وتحديدًا خريجي الجامعات والمعاهد الذين يقعون بين الفئتين.

البداية والخدمات

وتحدث الفصل الثاني عن بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومفهومه، والخدمات التي يقدمها، وماهية الويب (2.0)، ونبذة عن أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبارها أداة لصحافة «الإعلام الشعبي» وذكرت أن منتصف التسعينيات هي البداية الحقيقية بعد تصميم «راندي كونرادز» موقع Classmates.com عام 1995م، وتوالت بعد ذلك مواقع مشابهة. أما الويب «2.0» فهي المواقع التي تسمح للفرد بالمشاركة والتفاعل مع المتصفحين الآخرين، كما أورد نبذة عن موقع «فيسبوك» وعن «تويتر» الذي ظهر في أوائل 2006 كمشروع تطوير بحثي لشركة Odeo، وأُطلق رسمياً في أكتوبر من العام نفسه.

خصائص تويتر

وخُصص الفصل الثالث لشرح مسهب لخصائص موقع “تويتر” وتناول التعريف به، وشرح آلية عمله ومصطلحاته، وملامح هوية المستخدم الشخصية، والذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه “ظاهرة من أسرع الظواهر نموًّا على شبكة الإنترنت”.

التفاعل الاجتماعي

وتناول الفصل الرابع شبكات التواصل الاجتماعي، والبناء الاجتماعي والثقافي، وذكر أن وسائل الاتصال الحديثة أعادت تشكيل العلاقات الاجتماعية على نحو ظلَّ فيه التفاعل الاجتماعي مَبنيًّا على الخطابات المتبادلة من خلال الوسيط التقني؛ مما جعل المشتغلين في مجال الإعلام ينصرف تركيزهم إلى كيفية السيطرة على الوسيط المادي بشكل أكبر من المضمون، ومن سمات المجتمع الافتراضي انعدام الحدود الجغرافية والزمنية، وتفكيك مفهوم الهوية التقليدي، وإن الاحتفاظ بالخصوصية والهوية الثقافية في عصر الإنترنت أصبح صعب المَنال.

دراسة ميدانية

وخصصت المؤلفة الفصل الخامس لدراسة ميدانية عن دور موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في البناء الاجتماعي والثقافي لدى عينة من الشبابِ الجامعي بمملكة البحرين، والتي خلصت إلى العديد من الاستنتاجات والتوصيات.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA