إدارة التغيير فن وضرورة

 

التغيير سمة من سمات العصر، والتعامل معه واستيعابه وتوظيفه لم يعد ترفاً فكرياً، بل ضرورة ملحة وتعد عملية التطوير والتغيير ظاهرة طبيعية يخوضها كل إنسان، وتنبع أهمية التغيير من الحاجة المستمرة لتعديل الأهداف وتغييرها بما يتماشى مع متطلبات التجديد والتغيير اللذين يمثلان جوهر مراحل الحياة.

ويعرف التغيير بأنه «تغيير موجه ومقصود وهادف وواعٍ يسعى لتحقيق التكيف البيئي الداخلي والخارجي بما يضمن الانتقال إلى حالة مرغوبة أكثر قدرة على حل المشكلات».

وهناك العديد من العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار لضمان نجاح الجهود المبذولة في تطبيق وتفعيل التغير، أولها وجود رؤية عامة للشخص وتحديد دوره في كل مرحلة حياتية، ثم تحديد العلاقة بين جميع المؤثرين في عملية التغيير، وأيضًا تطبيق التغيير على مراحل زمنية مدروسة، وكذلك المحافظة على استمرارية جهود التغيير وتشجيع ودعم النتائج.

ومن الأهمية معرفة وتحديد خطوات وإجراءات التغيير، ومنها معرفة حجم ونوع التغيير المطلوب تحقيقه لكل إنسان، ودرجة مقاومة التغيير داخل الإنسان ودرجة التأثير الخارجي في عملية التغيير، وتحديد الوقت لبداية ونهاية عملية التغيير، بالإضافة إلى أن تكون محاطاً بأشخاص مساندين ومشجعين لعملية التغيير.

أسباب التغيير إما أن تكون داخلية أو خارجية، ومنها التأثير الواضح للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والأنظمة والتشريعات، والتخطيط الجيد للتغيير يتطلب تحديد مجالات التغيير من خلال إدراك المشكلة الرئيسة التى تحتاج لسرعة تغييرها، وأيضًا عملية التغيير يجب أن تربط بمجموعة من الأهداف والنتائج المنتظر تحقيقها حال التغيير، وكل ذلك يجب أن يكون وفق مرحلة زمنية مدروسة بدقة.

يقول علماء الاجتماع «إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير نفسه»، وذلك أن التغيير حالة مستمرة تحصل بفعل إرادي وغير إرادي، عن قصد وعن غير قصد، بتخطيط مسبق أو بصورة عفوية تلقائية أو بحكم الظروف.

د. علاء السرابي

كلية الآداب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA