«ألف الملز» وثقافة دعم البحث العلمي

 

 

لا يمكن تهيئة بيئة مناسبة منافسة للبحث العلمي في الجامعات السعودية، أو معظمها على الأقل، دون الوقوف بجدية حيال التحديات والعوائق التي لا يفترض أن تكون موجودة؛ لكن دعونا نبين البداية أولاً.

لا أظن أنه بالإمكان حل أي مشكلة في غياب المشاركة الفاعلة المتسمة بالشفافية وأصول الجودة، وليس من الجودة في شيء أن نتحدث عن الجودة وكأنها مقتصرة على جانب معين أو مجرد نماذج معبأة لترفع لجهة ما، وكأنها ليس لها علاقة بمفاهيم وأسس وتطبيقات معنية بتجويد العمل أياً كان في مؤسسة العمل.

وعليه دعونا نطرح التساؤلات التالية بكل وضوح وشفافية:

ما مصير أهداف واستراتيجيات العمل التنفيذية حيال البحث العلمي في أي جامعة؟

من المتحكم أو صاحب الصلاحية المستفيد من الإبقاء أو البقاء على هذه النظرة الضيقة للجودة؟

كيف يمكن تطوير البحث العلمي دون رؤية واضحة وواقعية وعمل حثيث يومي لدعم العمليات ورصد المعلومات وتصحيح المسار إن خرج عن تلك الأهداف؟!

من المسؤول عن البحث العلمي فعلاً؟ هل هو شخص أو مجموعة أم ثقافة؟!

بأي منطق يستمر العمل بأسلوب لا أريكم إلا ما أرى؟!

من الذي وضع أو يضع شروط دعم البحث العلمي أو حضور المؤتمرات؟!

ما حقيقة وضع مراكز البحوث بشروطها الجديدة؟!

ما دور مراكز البحوث فعليا في تنشيط ودعم البحوث في الكلية؟ أليس هو مجرد مركز ليس له صلاحية، سوى الرفع بأوراق، ألا يكتفى وهذه الحالة بموظف يقوم بذلك؟!

كيف يمكن أن نطور البحث العلمي ونحن نضع عراقيل مجحفة تجاه حضور المؤتمرات؟!

أليس حضور المؤتمر من حق الأستاذ في الجامعة على الأقل مرة واحدة ومرة أخرى بورقة؟

ثم ماذا عن مصير الاتفاقيات مع الجامعات والمراكز البحثية الأخرى؟ وأين نسخ الاتفاقيات للأقسام؟

ثم كيف نعامل البحوث في العلوم الإنسانية بعين الإجحاف والدونية وكأنها ضرب من العبث أو الترف الفكري؟

ويا للمفارقة، كأن هذا يذكرنا بمكافأة المناقشة التي لم تعترف بمفهوم التضخم في الاقتصاد، وقد سميتها في الحقيقة بـ«ألف الملز»؛ لأنها من أيام كانت الجامعة في الملز، ذلك أننا في بعض الأمور بقينا بنفس التفكير.

هذه عينة من قائمة أطول من الأسئلة، مؤلمة لكل أستاذ «عالم» في الجامعة، لم تناقش ولم يفتح المجال لها، فهل صاحب الصلاحية في ظل الإدارة المركزية يتلطف فيكسر الحاجز نحو حوار ومناقشة جادة لنتفق على طريق صحيح سوي لنخدم وظيفتنا الأساسية وهي البحث العلمي.

أجل، الوظيفة الأساسية هي البحث، وليس التدريس، فالتدريس يستطيع أن ينفذه محاضر فما دون، لكن البحث العلمي معني به أستاذ الجامعة؟ أرأيتم الآن لماذا يطلق على الدكتور عضو هيئة تدريس؟!

كثير من الأمور تحتاج إلى صراحة وشفافية، وكم سيحزنني إن نُظر إلى هذا المقال على أنه مجرد «كلام جرايد» عندها سوف يبقى الوضع كما هو إلى أن يفرجها الله، هذا والله من وراء القصد.

أ. د. علي معاضه الغامدي

كلية الآداب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA