يعد جبل طويق أحد أهم المعالم الجغرافية في الجزيرة العربية، ويقع حالياً ضمن المملكة العربية السعودية، وهو قلب إقليم اليمامة التاريخي وإقليم نجد، واسم الجبل «طويق» تصغير لكلمة طوق وتصغير الأسماء لتمليحها عادة قديمة عند العرب.
وهو عبارة عن هضبة ضيقة من الصخر الجيري ويمتد لما يقارب 800 كلم من صحراء نفود الثويرات في الزلفي شمالاً وحتى مشارف وادي الدواسر والربع الخالي جنوباً على شكل قوس أو «طوق» لأنه يطوّق ويحيط بمنطقة واسعة، يتجه طرفاه نحو الغرب، وتنحدر السفوح الشرقية لطويق بشكل تدريجي، بخلاف الجانب الغربي الذي ينقطع بشكل مفاجئ، وتنحدر على جانبه الشرقي عدة أودية أشهرها وادي حنيفة الذي تقع على ضفافه مدينة الرياض، كما تشقّه بشكل كامل من الغرب إلى الشرق أودية مثل وادي نساح ووادي الأوسط وشعيب لحاء.
وقد تركّزت معظم حواضر منطقة نجد تاريخياً حول جبل طويق وعلى الأودية المنساحة على جوانبه منذ العصر الجاهلي، ويسمى الجبل تاريخياً بـ«جبل العارض» أو «عارض اليمامة»، وظل هذا الاسم القديم معروفاً حتى العصور الحديثة، وعليه سميت منطقة العارض التي تشمل الرياض ومحافظة المزاحمية ومحافظة الحريق وحوطة بني تميم والدرعية وضرماء والعيينة وغيرها لوقوعها عليه، كما يشكل جبل طويق حاجزاً بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب.
ويحتل وادي البطين الجزء الغربي من سلسلة طويق الشامخة، وقد قال فيها الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم:
فأعرضت اليمامة واشمخرت
كأسياف بأيدي مصلتينا
كما تسمى أيضًا العارض، وورد في ذلك قول الشاعر:
وأكاد من شغفي بما أنشدته
أطوي إليك تهامة والعارضا
وذلك إضافة إلى الاسم المعروف طويق الذي حفظه الشعر في البيت الذي يقول:
ولو أن قلب طويق باح بسره
لم يَعْدُ ما هو شَفَّ عنه مجلجلا
ويختشم جبال طويق ضلع شامخ من الغرب يسمى خشم زبيدة.
ناصر شتوي
باحث جيولوجيا بترول
إضافة تعليق جديد