أهم التسهيلات الأكاديمية لذوي الإعاقة في التعليم العالي

 

 

يختلف التعليم العالي الذي يطلق عليه أيضًا ما بعد التعليم الثانوي، كثيرًا عن التعليم الثانوي، حيث تتطلب مؤسسات التعليم العالي من الطالب ذي الإعاقة أن يُعرف بنفسه من أجل الحصول على التسهيلات الأكاديمية الملائمة، والتي يجب ألا تكون على حساب المعايير الأكاديمية، أو تقديم فرص غير عادلة أو منح الطالب ذي الإعاقة امتيازاً أفضل من الطلاب الآخرين.

وتهدف التسهيلات الأكاديمية «Academic accommodations» للطلاب ذوي الإعاقات في مؤسسات التعليم العالي إلى إتاحة فرص التعلم المتكافئة وتقديمها على قدم المساواة شأنهم كشأن الطلاب الآخرين الذين ليس لديهم إعاقة.

ولإلقاء الضوء على التسهيلات الأكاديمية الموصى بها والأكثر شيوعًا واستخدامًا في مؤسسات التعليم العالي، تأتي هذه المقالة التي تم الاعتماد في كتابتها على ورشة العمل المقدمة من السيدة  دوكمان، مديرة مكتب الولاية للتعليم التقني، بجامعة هاواي، وذلك على النحو الآتي:

أولا: تمديد وقت الاختبار: قد يتطلب الطلاب ذوي الإعاقات وقتاً إضافياً لأداء الاختبارات أو القيام بمهمة أثناء المحاضرة، إلا إذا كانت السرعة متطلبًا أساسيًا للمهارة المقاسة، ويعد تقديم وقت إضافي لذوي الإعاقة منطقياً لجميع الاختبارات في القاعة والمعمل، ويتفاوت حجم الوقت الإضافي المطلوب في الاختبار، ولكن بشكل عام، يتراوح بين نصف إلى ضعف الوقت، ويتوقع أن يقوم أستاذ المقرر بمسؤلية تقديم الوقت الإضافي والتنظيمات الضرورية، وفي الحالات التي لايمكن عملها في القسم الأكاديمي، يقدم مكتب خدمات الإعاقة مكان اختبار بديل مع إشعار أستاذ المقرر بذلك.

ثانياً: مكان الاختبار البديل: الطلاب ذوو التشتت الزائد أو القلق قد يتطلبون مكان اختبار خالياً تقريباً من المشتتات السمعية والبصرية، وبشكل عام أي مكان فارغ وهادئ «خارج القاعة» مع وجود أثاث يعد مناسباً، وتقع على عاتق أستاذ المقرر مسؤولية تحديد المكان الملائم في القسم الأكاديمي أو المبنى الذي تعقد فيه المحاضرة وعمل ترتيبات الحماية الضرورية، وفي الحالات التي لا يكون فيها المكان الملائم موجودًا أو لا يمكن عمل ترتيبات الحماية في القسم الأكاديمي، فإن مكتب خدمات الإعاقة قد يستخدم كمكان بديل للاختبار مع الإشعار المبكر لكل من الطالب والأستاذ.

ثالثاً: توفير كاتب أو مسجل ملاحظات: قد يحتاج الطلاب ذوو الإعاقة النمائية أو السمعية أو القصور الحركي أو صعوبات التعلم، لمساعدة في كتابة المحاضرة أو المحتوى، ولا شك أن توفير كاتب الملاحظات أو السماح بالتسجيل الصوتي أثناء المحاضرة يعطي وصولاً لمعلومات المقرر التي قد لا تكون كذلك للطالب بدون هذه التسهيلات، ويفضل تشجيع الطلاب على إدارة هذه التسهيلات بأنفسهم، ولكن لأسباب عديدة يمكن أن تكون الجامعة مسؤولة عن مساعدة الطالب في اختيار متطوع لأخذ الملاحظات أو جعل معلومات المحاضرة جاهزة.

رابعاً: الجلوس المفضل: قد يحتاج الطلاب ذوو قصور الانتباه أو الإعاقة السمعية أو البصرية لمكان جلوس مفضل، مثل الجلوس بالقرب من مقدمة القاعة أو بالقرب من وسيلة للمساعدة البصرية، ورؤية غير محجوبة للمحاضر أو لمترجم لغة الإشارة، والجلوس قرب أو بعيدًا من الشبابيك والأبواب.

خامساً: تسجيل المحاضرات: قد يحتاج الطلاب ذوو الإعاقة البصرية أو السمعية أو صعوبات التعلم، لتسجيل المحاضرة والمناقشات في القاعة للحصول على المعلومات بشكل كامل، ومن حقهم إحضار أدوات التسجيل الخاصة بهم، ولكن قد ينسقون مع أستاذ المقرر حول أفضل مكان ممكن لجهاز التسجيل، ويقدم مكتب خدمات الإعاقة إرشادات وإجابات على الأسئلة حول تسهيلات التسجيل.

سادساً: اعتبارات الغياب: قد تؤثر الإعاقة الجسمية والصحية والاضطرابات السلوكية والانفعالية أو أي قصور آخر في قدرات الطلاب على الحضور بشكل متسق، وقد يتطلب ذلك مرونة في الحضور المطلوب، والمرونة لا تعني عدم تطبيق سياسات الحضور بالجامعة، ولكنها تتطلب من الأستاذ مراعاة وضعية الطالب من ذوي الإعاقة واتخاذ قرار منطقي لمتطلبات الحضور، وفي بعض المحاضرات قد لا يكون الحضور أساسيًا، ويمكن أن يكون بعض التساهل مقبولاً.

سابعاً: الوصول لمواد البوربوينت أو المحاضرات الأخرى: قد لا يستطيع الطلاب ذوو صعوبات التعلم أو الانتباه أو الذاكرة من الوصول لجميع المعلومات الضرورية أثناء المحاضرة أو مراجعة المواد المطلوبة المتكررة، وقد يطلبون مواد محاضرة المقرر جاهزة للمراجعة، ورغم أن ذلك ليس مطلوباً من أستاذ المقرر، فإنه من المنطقي توزيع نسخ مطبوعة للطلاب أو وضعها في المكتبة أو إرسالها للطالب ذي الإعاقة بالبريد الإلكتروني.

ثامناً-: الإذن بمغادرة القاعة أو التحرك فيها: جلوس الطلاب ذوي الإعاقة أو بقاؤهم في مكان واحد طوال مدة المحاضرة قد يزيد من أعراض الإعاقة لديهم، وقد يكون بعضهم مرتبطاً بموعد لحضور المعالجات الطبية، ومن المناسب السماح لهؤلاء الطلاب وإعطائهم الإذن للمغادرة أو التحرك في المكان أو حوله لبعض الوقت لتخفيف المشكلة وزيادة قدرتهم على التركيز، ويشجع الطالب على مناقشة ترتيبات الجلوس وأوقات التوقف مع أستاذ المقرر، وبالتالي الحد من التشويش على الطلاب الآخرين.

ختاماً، تتمثل التسهيلات الأكاديمية في مساعدة الطلاب ذوي الإعاقات على التعلم ومن ثم إظهار ما تعلموه دونما وجود تحديات تعترض سبيلهم، وقد يكون ذلك بتغيير طريقة العرض أو التقديم أو شكل الاستجابة أو الأوضاع البيئية أو طول المدة اللازمة لأداء الاختبار أو إنجاز مهمةٍ ما، علماً بأنه حتى بوجود التسهيلات الأكاديمية يتوقع أن يتعلم الطلاب ذوو الإعاقات ذات المحتوى الذي يتعلمه أقرانهم من الطلاب العاديين، ولا يتضمن هذا التغيير تعديل طريقة التصحيح أو الغرض من المهمة أو الإخلال بالمعايير الأكاديمية، ويمكن أن تستخدم العديد من الترتيبات آنفة الذكر بصفة منتظمة أثناء المحاضرة.

أ. د. زيد بن محمد البتال

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA