في كل عام دراسي يُعقد في رحاب جامعة الملك سعود ورش عمل ومنتديات ومؤتمرات ومعارض ومسابقات بحثية هدفها تحفيز البحث العلمي في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات، سواء كانت موجهة لأعضاء هيئة التدريس أم للطلبة والطالبات.
هذا كله يدل على أن الجامعة مهتمة كل الاهتمام بالبحث العلمي وتدرك أهميته لكل دولة تنشد الرفعة ومجاراة الدول المتقدمة، وإننا إذا أردنا
فعلاً بحثاً علمياً رصيناً ومفيداً؛ فإنه من المفترض أن نركز على المواضيع البحثية التي تحل المشاكل في الوطن أو تزيد من الفاعلية والأداء والرفاه سواء على الصعيد التعليمي أو الاقتصادي أو الصحي أو النقل وغيره كثير.
هذا يعني تمامًا أننا بحاجة لنزيد التركيز والدعم المالي والمعنوي على مثل هذه المواضيع المفيدة لنا كوطن، وفي نفس الوقت من المفترض أن نقوم بتقليل أو إيقاف البحث العلمي في التخصصات والمواضيع العلمية غير المجدية لوطننا ومجتمعنا.
مثال لذلك، عملية ترشيد استمرار أو استحداث برامج وتخصصات في التعليم الجامعي والعالي في جامعتنا، وعلى النقيض من ذلك ربما يتم إيقاف برامج وتخصصات أخرى بسبب تشبع الوطن من خريجي هذه التخصصات أو بسبب عدم جدواها للوطن والمجتمع، لذلك وعلى نفس المنوال، من الممكن أن نعمل على دعم بحوث علمية بعينها دون أخرى بناءً على معيار الفائدة للوطن والمجتمع وأهمية المخرجات لنا.
دعونا نكون صادقين مع ذواتنا ونطرح الأسئلة التالية:
* هل فعلاً قمنا بالصرف المطلوب لدعم البحث العلمي الذي يفيد الوطن؟
* ما الهدف الحقيقي وراء إجراء البحوث العلمية في جامعاتنا ومراكزنا البحثية؟
* هل الأهداف ونتائج البحث العلمي التي نصل إليها، نستفيد منها ونأخذها بشكل جدي؟
* هل البحث العلمي يهدف لحل مشاكل وجلب منافع أم لهدف الترقيات والريع المادي الشخصي؟
في قرارة نفسي أرى أن الإجابات على هذه الأسئلة وما يدور في فلكها من تساؤلات أخرى ليست مشجعة وأننا بحاجة لنظرة شاملة لمثل هذا الموضوع.
لا شك أن البحث العلمي في غاية الأهمية، والدليل على ذلك أنك لا تجد دولة متقدمة في أي مجال إلا وتجد أن لديها بحثاً علمياً قديماً ومتواصلاً ورصيناً، وليس متردداً أو متواضعاً أو متقطعاً.
باختصار ربما نكون بحاجة ماسة لاستراتيجية وطنية شاملة لتوجيه ودعم البحث العلمي في وطننا.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي
إضافة تعليق جديد