عالم الإدارة مليء بالنظريات والتجارب حول نقل الموظف نقلة نوعية من موظف عادي إلى موظف متميز، ولكن في الواقع قد يصعب ذلك كثيراً لسببين؛ الأول قلة الحوافز المادية والثاني نوعية المدراء؛ فأغلب المدراء هم مدراء فقط، لم يصلوا إلى مرحلة القيادة، فتجد همهم ينصب على مراقبة إخفاق الموظف سواء في إنجازه لعمله أو في حضوره للعمل، وهذا لن يساعد في تطوير العمل الإداري بل يضر به أكثر مما ينفع، ومن هنا رأيت أن أسلط الضوء على بعض النقاط لتحفيز الموظفين والذي يعتبر من أكبر روافد تطوير المؤسسة وظيفياً.
أقول مستعيناً بالله إن كل مدير ولاه الله أمر من تحته من الموظفين فهو مسؤول عنهم، والمدير الناجح قائد يهتم بموظفيه من جميع النواحي وليس فقط من ناحية العمل؛ فتجده دائم السؤال عن حال موظفيه وأمورهم، متفهماً لرغباتهم، مشجعاً لهم في إبداعاتهم، لديه الكثير من الدعم المعنوي من البشاشة والتحفيز والثناء وإعطاء الثقة بفتح باب المبادرات والاقتراحات لتطوير أنفسهم وتطوير العمل، وهذا بدوره يفتح باباً كبيراً للموظفين ويدفعهم نحو التميز.
كذلك من الناحية الإنسانية يجب أن يقف المدير مع موظفيه وأن يتلمس مشاكلهم ويساعدهم سواء في العمل أو خارجه، كما أن عليه إعطاء الموظف الإحساس بالأمان في دائرة عمله وأثناء الاجتماعات مع الموظفين الآخرين، ولكن عندما يخطىء الموظف فتتم مناقشته لوحده.
خلاصة هذا الموضوع أن لا يكون اهتمام المدير منصباً على السلبيات فقط، بل يفتح نافذة جديدة ينظر منها إلى إيجابيات موظفيه بعين حانية بعيدة عن السلطوية، فكل موظف خلفه بيت وعائلة ولا أحد يخلو من المتاعب والمصاعب والهموم، فقد يأتي الموظف ولديه من المشاكل العائلية ما الله به عليم، ومع ذلك يأتي لمكتبه ويحاول أن يفي بمتطلبات العمل، كل هذا والمدير لا يعلم عن موظفه شيئاً إلا أنه أتى متأخراً أو تأخر في إنجاز معاملة لديه!
نعم، مطلوب من الموظف الحضور في الوقت المحدد وإنجاز ما يحال له من عمل في الوقت المطلوب، ولكن المدير لديه القرار في كسب هذا الموظف وجعله من المتميزين باتباع ما ذكرنا أعلاه، أو إهمال ذلك والتركيز على النواحي السلبية والعقاب، وبالتالي يصبح الموظف عِبئاً على المدير وعلى إدارته، وإلى لقاء في مقال آخر حول مكافأة الموظفين المتميزين.
م. عبدالرحمن بن عمر النوفل
المدير التنفيذي لوادي الرياض للتقنية
إضافة تعليق جديد