السُمنة في المجتمع «1/5»

زاوية: رؤية اجتماعية

السُمنة هي الزيادة في وزن الجسم عن الحد الطبيعي بسبب زيادة الأنسجة الدهنية وتراكم الدهون، وينتج تراكم الدهون في الجسم عن زيادة حجم الخلايا الدهنية أو بسبب زيادة عددها، وهذا التراكم ناتج من عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة.

وقد حددت منظمة الصحة العالمية السُمنة بناءً على معايير مؤشر كتلة الجسم «BMI»، وهو «الوزن بالكيلو غرام مقسوماً على مربع الطول بالمتر»، فالشخص الراشد الذي لديه مؤشر كتلة جسم يبلغ  30 أو أكثر يصنف بأنه سمين.

وظاهرة السُمنة حظيت باهتمام العديد من العلماء والباحثين، نظراً لما تشكله من خطورة على صحة أفراد المجتمع، وذلك لارتباطها بالكثير من الأمراض المزمنة: كأمراض القلب، والأوعية الدموية، وداء السكري، والجهاز الهضمي، والمفاصل، وبعض أنواع السرطان، بالإضافة للآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية السلبية الأخرى.

فالشخص السمين على سبيل المثال، قد يكون أضحوكة بين أقرانه، مما يشعره بالحرج والضيق لمجرد نظر الآخرين إليه، فضلاً عن تعليقهم على سمنته، وقد يترتب على ذلك مزيد من العزلة والأنطواء الاجتماعي، وعدم الاشتراك في كثير من المناشط الاجتماعية.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1997 السُمنة كوباء عالمي، وطبقاً لتقديرات المنظمة عام 2008 فإن 1.5 مليار من البالغين «20عاماً فما فوق» يعانون من زيادة الوزن، وأكثر من 200 مليون من الرجال، وتقريباً 300 مليون من النساء يعانين من السُمنة، وأن نحو 2.3 مليار من البالغين سيعانون من زيادة الوزن، وأكثر من 700 مليون سيعانون من السُمنة في السنوات القليلة القادمة.

أما في إقليم شرق المتوسط؛ فالبيانات عن البالغين بأعمار 15 عاماً فما فوق من 6 بلدان في الإقليم تُظهِر أعلى مستويات لزيادة الوزن والسُمنة في مصر والبحرين والأردن والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالرغم من اختلاف مستويات الدخل بينها؛ حيث يتراوح انتشار زيادة الوزن والسُمنة في هذه البلدان من 74٪ إلى 86٪ لدى النساء؛ ومن 69٪ إلى 77٪ لدى الرجال، وتشير هذه البيانات إلى انتشار أعلى بكثير للسُمنة بين النساء البالغات، في حين أن زيادة الوزن أكثر وضوحاً لدى البالغين من الرجال.

وفي المجتمع السعودي تُعد ظاهرة السُمنة واحدة من أبرز المشكلات التي تواجهنا اليوم، حيث تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة عالمياً في نسبة السُمنة «35.5٪»، وقد أرجعت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت حول أسباب زيادة الوزن والسُمنة في المجتمع السعودي إلى تغير نمط الحياة السائد، وانتشار وسائل الترفيه الحديثة، والجلوس، واستخدام الإنترنت، ومشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر لفترات طويلة، وقلة ممارسة المشي، وتناول الوجبات السريعة.

في مسح لوزارة الصحة عام 2013 حول عوامل الخطورة المسببة للأمراض المزمنة على مستوى المملكة، بلغ معدل انتشار زيادة الوزن 59.4٪، ومعدل انتشار السمنة 28.7٪، و7.6٪ فقط ممن تمت مقابلتهم يتناولون كمية من الخضروات والفاكهة، و75٪ من السكان يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعتين يومياً، وقلة ممارسة النشاط البدني تجاوزت 60٪.

وقد أرجعت الدراسة سبب عدم التحكم في الحالات المرضية للأمراض المزمنة، في المجتمع السعودي، إلى السلوك الشخصي كعامل رئيسي أكثر من عدم الاستجابة للعلاج لأسباب طبية، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وإلى اللقاء. 

د. علي بن أحمد السالم

المدينة الطبية الجامعية

alisalem@ksu.edu.sa 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA