يتمثل الذكاء العاطفي في قدرة المرء على التعرف على شعوره الشخصي وشعور الآخرين، وتحفيزه لذاته، وإدارته لعاطفته بشكـل سلـيم في علاقته مع الآخرين، ويختلف مستواه من شخص لآخر، وهو قابل للتحسن، ويمكن تعريفه بأنه الاستخدام الذكي للعواطف.
مهمة الذكاء العاطفي هي ضبط إيقاع الانفعالات والعواطف، وجعل الاستجابة مدروسة قدر الإمكان وليست تلقائية من أجل تعظيم القدرة والفاعلية الشخصية على اتخاذ القرارات الرشيدة والمناسبة.
هناك قاعدة أساسية في الذكاء العاطفي تقول: «نحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا، لكن نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها» على سبيل المثال ترى المسؤول الذكي عاطفياً يلطف جو الاجتماع إذا لاحظ أية بوادر للتأزم، وذلك من خلال رواية نكتة أو غير ذلك من المواقف الملطفة.
يعد الذكاء العاطفي من أهم العناصر المؤثرة في نجاح القيادة الإدارية، وإحدى الصفات الجوهرية الفاعلة في هذه القيادة، فإذا كانت القيادة هي القدرة على التأثير في سلوك المرؤوسين لتحقيق أهداف المؤسسة، فإن نجاح القائد في قيادته مرهون بمهاراته في التعامل مع عواطف ومشاعر مرؤوسيه، وبكيفية تحفيزهم بفاعلية.
وفقاً لدراسة قامت بها «باتريسيا بيتشرز-1999» على مؤسستين تجاريتين، الأولى كان قائدها يتمتع بذكاء عاطفي، والثانية كان قائدها ذكيا،ً ولكنه أوتوقراطيً يتبع الأساليب الإدارية الأوتوقراطية المتسلطة والمركزية؛ وبعد خمس عشرة سنة استطاع القائد الذكي عاطفياً أن يجعل رأس مال الشركة يساوي 20 بليون دولار، في حين تسبب القائد الثاني في خسارة الشركة حتى وصلت إلى الإفلاس التام بعد ثلاث سنوات فقط من توليه منصب القيادة!
قد يتساءل البعض: كيف تنهار شركة ما إذا كان قائدها ذكياً، كما هو حال الشركة المشار إليها آنفاً! والإجابة حسب ما يراه العلماء تعود إلى أن فشل الشركة كان بسبب مناخ العمل فيها، فإذا لم يحترم القائد مشاعر الآخرين فنجاحه في إدارته غير ممكن.
إن القائد الذكي عاطفياً يحيط نفسه دائماً بموظفين موهوبين، وتكون إدارته غير مركزية، ويفتح المجال لهم للتعبير عن أفكارهم بطريقتهم الخاصة، فالعديد من المدراء يفشلون لأنهم لا يجيدون إقامة العلاقات مع مرؤوسيهم، كما أنهم لا يتكيفون مع المتغيرات في بيئة العمل.
يرى بعض الباحثين في موضوع الذكاء العاطفي أن القائد الذي يتمتع بذكاء عاطفي يكون أكثر ولاءً والتزاماً للمؤسسة التي يديرها، وأكثر سعادة في عمله، وذا أداء أفضل، وتكون لديه القدرة على استخدام الذكاء الذي يتمتع به لتحسين ورفع مستوى اتخاذ القرار، ويكون قادراً على إدخال السعادة والبهجة والثقة والتعاون بين مرؤوسيه من خلال علاقته الشخصية بهم.
ويرى الباحثان «جاكسون ولشا» أن الذكاء العاطفي يمثل نحو 85% من أسباب الأداء المرتفع للقادة الإداريين، وله تأثير ملموس على الأداء المؤسسي، ويمكن له أن يؤدي إلى مضاعفة إنتاجية العاملين في المؤسسة.
عمادة تطوير المهارات
إضافة تعليق جديد