صخرة تلد في البرتغال!

من الحالات النادرة التي لا تحدث في أي مكان بالعالم سوى في سلسلة جبال «فريتا» شمال البرتغال؛ عثر علماء الجيولوجيا على صخرة ضخمة من الجرانيت تُخرِج بشكل دوري حصاة صغيرة الحجم، هذه الظاهرة الجيولوجية الغريبة تُعرف محليًا باسم «بيدراس باريديراس»، وتُترجم للإنجليزية إلى «الصخرة التي تلد»!

على مقربة من قرية تُسمى «كاستانهيرا» في البرتغال، تمتد صخرة ضخمة على قطعة من الأرض أبعادها 1000*600 متر، واللافت في الأمر أن سطح الصخرة مُغطى بعقيْدات صغيرة على شكل أقراص ثنائية يتراوح عرضها بين 2 – 12 سم، وبفعل عوامل التعرية من الحرارة والتآكل، تنفصل هذه الصخور الصغيرة عن السطح وتترك مكانها بُقع مُعتمة، وتتكوَّن هذه الحصوات الصغيرة من نفس التركيب الجرانيتي للحجر الأم، لكن بطبقة خارجية من معدن «البيوتيت»، وهو نوع من معادن الميكا لديه مقاومة ميكانيكية قليلة جدًا.

ما يحدث أن الماء من الأمطار أو الندى ينتقل إلى داخل الشقوق في طبقة الميكا من الصخرة، ثم يتجمّد بحلول فصل الشتاء. ومع التجمُّد، فإن شذوذ الماء يؤدي إلى توسُّع الثلج داخل الصخرة ويعمل كالإسفين الذي يتعمَّق داخل معدن البيوتيت كل شتاء، حتى يُجبَر في نهاية الأمر على الخروج على شكل عقيْدات صغيرة من الجرانيت. ويستلزم الأمر مرور مئات الفصول من الشتاء حتى تتشكَّل الظاهرة.

أما في الواقع، فإن أخذ أي حصاة صغيرة من حصوات البيوتيت الناتجة من الصخرة الأم يُعتبر محظوراً لأهميتها الجيولوجية، وفق قرار اليونسكو، ذلك لأن الصخرة الجرانيتية باتت جزءًا من حديقة أروكا الجيولوجية المُعترف بها من منظمة اليونسكو للتراث العالمي.