يوم عالمي للسمع

 

 

يعتبر الرضا الأسري عن الخدمات المقدمة للصم وضعاف السمع من العناصر المهمة والمؤثرة في إنجاح العملية التعليمية وما يلازمها من سياسات وفلسفات مختلفة مثل زراعة القوقعة والدمج التربوي، وتعد الأسرة بالنسبة للشخص من ذوي الإعاقة هي العالم الأول الذي يرسم له صورته عن الآخرين، لذا يجب التأكيد على أن حاجات الأشخاص ذوي الإعاقة لا تنفصل عن حاجات الأسرة؛ مما يتطلب من العاملين مع ذوي الإعاقة مراعاة حاجات أسرة الشخص من ذوي الإعاقة ومحاولة تلبيتها؛ لأن الهدف من تقديم خدمات التربية الخاصة ليس هو الاهتمام بالشخص من ذوي الإعاقة وتلبية حاجاته فقط؛ بل تقديمها له في إطار الخدمات المقدمة لأسرته.

تعتبر الأسرة هي المحرك والدافع الأساسي وحجر الأساس في ملاحظة تطور أطفالهم النمائي, وخصوصاً في مجال السمع والكلام واللغة, وهي العنصر الأساسي في توفير بيئة غنية وتشجيع مختلف مظاهر النمو حول كيفية سلوك الطفل وأدائه في مجال التواصل وتطور السلوك السمعي, ولاشك أن المعلومات التي تؤخذ من أفراد الأسرة هي حقائق مهمة في حياة الطفل.

تمثل زراعة القوقعة للأفراد الصم واحدة من الحلول العلمية لإعادة السمع للأصم والتي تهدف إلى تحسين سماع الأصوات المحيطة والتمييز بين هذه الأصوات, كذلك تحسين النمو اللغوي للطفل, بالإضافة إلى تنمية المهارات الاجتماعية والدراسية.

وبمناسبة اليوم العالمي للسمع, والذي خصصته منظمة الصحة العالمية في اليوم الثالث من مارس من كل عام, أحببت أن أسلط الضوء على نتائج الدراسة الميدانية التي تم تنفيذها بمشاركة من الأستاذ محمد مسفر العلياني «معلم بمتوسطة العليا وأب لثلاثة أطفال زارعي قوقعة»، حيث تم تطبيقها على 43 أسرة من أسر الصم وضعاف السمع زارعي القوقعة، وذلك لمعرفة مدى رضا أسر الصم وضعاف السمع عن زراعة القوقعة لأطفالهم.

اتضح من نتائج الدراسة أن أفراد عينة الدراسة من أسر الصم وضعاف السمع راضون عن زراعة القوقعة لأطفالهم, وقد شملت جوانب الرضا ما يلي: الشعور بالإيجابية، المساعدة على تحسين السمع، المساعدة على تنمية مهارات اللغة الشفهية، الرغبة في التحاق الابن أو الابنة بمدارس الدمج الكلي.

أما جوانب عدم الرضا فتمثلت في عدم كفاية أخصائي أو أخصائية التواصل ببرامج الدمج التربوي بالمدارس، عدم كفاية التدريب المقدم عن استخدام زراعة القوقعة، تعدد مخاطر زراعة القوقعة، عدم توفر برامج تدريبية للأسرة زارعي القوقعة، وعدم كفاية الخدمات المقدمة للأطفال زارعي القوقعة.

لذا خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي نأمل تنفيذها ونطرحها في هذه المناسبة العالمية وهي: العمل على تعزيز رضا أسر الصم وضعاف السمع عن زراعة القوقعة لأطفالهم, والتوسع في إلحاق الصم وضعاف السمع «زارعي القوقعة» منهم ببرامج الدمج الكلي في مدارس التعليم العام, وتكثيف البرامج التدريبية للأسر الذين لديهم أطفال زارعي قوقعة, وتكثيف التوعية اللازمة والتعريف بأهمية زراعة القوقعة لأسر الصم وضعاف السمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة, إضافة لتعيين أخصائيي تواصل «سمع ونطق» ببرامج دمج العوق السمعي لتكثيف التأهيل السمعي واللغوي اللازم للأطفال زارعي القوقعة للاستفادة القصوى من الزراعة, والعمل على تهيئة البيئة الملائمة للأطفال زارعي القوقعة في برامج الدمج التربوي للاستفادة القصوى من الزراعة, وأخيراً الاهتمام بإبراز النماذج الإيجابية لأسر الصم وضعاف السمع عن زراعة القوقعة لأطفالهم.

د. أروى أخضر 

مديرة إدارة العوق السمعي بالإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التعليم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA