الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يعيش ضمن أسرة ومجتمع، ويتفاعل مع مجموعة من البشر وينسج معهم أشكالاً متعددة من العلاقات الاجتماعية، لذلك من الأهمية بمكان معرفة وفهم أنواع العلاقات, فعلاقاتنا متنوعة وليست نوعاً واحداً ومن الخطأ الخلط بينها.
من أنواع العلاقات مثلاً «العلاقة الشخصية» وهي العلاقة التي لم تنشأ عن رابط عملي أو مصلحة ما، ومن أمثلتها الصداقة والقرابة والنسب، وهذه لها أسس ولها نقاط تضبطها أو تهدمها.
من أنواع العلاقات أيضاً العلاقة العملية وهي المبنيّة على مصلحة العمل فقط، وهذه العلاقة تحكمها قوانين العمل وأنظمته وضوابطه ومصلحته، ويجب عدم الخلط بينها وبين العلاقة الشخصية.
والسؤال المطروح هنا والذي يشغل بال الكثيرين منا: إذاً كيف تحدث المشاكل في العمل إذا كانت العلاقة بين الموظفين هي علاقة عمل مع عدم التقصير في العمل؟ ومن أين تأتي المشاكل والخلافات؟
الجواب هو الخلط بين العلاقة الشخصية والعملية، مما يجعل أي خطأ ينقلب مباشرة إلى خطأ شخصي أو ازدواجية ومزاجية الشخصيات بحيث مرة تكون علاقة شخصية ومرة عملية دون وعي بذلك.
غالباً تبدأ العلاقات بين الموظفين بعلاقة عملية بحتة، وبعد ذلك تتطور عند البعض لتصبح علاقة شخصية، مما يجعلها أكثر قوةً وتماسكاً، ولكن الخطر هو غياب الوعي بذلك, فالعلاقة بين الموظف وزميله مختلفة عن العلاقة بين الموظف ومديره.
البعض يعتقد أنه كلما بالغ في مدح مديره أو التملق له مثلاً فهو سيصل لمستوى أعلى، ولكن المدير الواعي والمتزن لن يتأثر بهذا المدح الزائد عن حده, ولن يسمح باستغلال العلاقة العملية في مصالح شخصية.
لا ننكر أن المدح يعتبر من اللباقة والتحفيز ولكن بمستوى معقول مع نقد الخطأ إن وجد وليس مدحاً طول الوقت مبالغاً فيه، لذا يجب على المدير الحذر ممن يمدحه طول الوقت مدحاً مبالغا ً فيه وأيضاً تقبل وجهات النظر المختلفة.
ختاماً، لا شك أن العلاقات الاجتماعية مهمة لنمو الأفراد والمجتمعات, مع أهمية الضبط النفسي في التعامل بين الأشخاص بقول الحقيقة عند العمل المميز ونقد ما يحتاج النقد دون الإسراف في ذلك, مع الانتباه والحذر ممن يمدح مدحاً مبالغاً فيه لتحقيق مصلحة شخصية يريدها.
مشاري بن عبدالرحمن الحمود
أخصائي نفسي
إضافة تعليق جديد