من خلال الدور البحثي الإقليمي الذي تقوم به وحدة بحوث الحشرات الاقتصادية بقسم وقاية النبات بكلية علوم الأغذية والزراعة، والتي يشرف عليها الدكتور عبدالرحمن بن سعد الداود؛ قامت الوحدة برحلتين استكشافيتين لمنطقة الجبل الأخضر بسلطنة عمان، بالتعاون مع الحديقة النباتية العمانية ومتحف التاريخ الطبيعي بلندن وجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة.
ومثّل الوحدة الدكتور مصطفى شرف الأستاذ المشارك بالوحدة، ومثل القسم الدكتور هذال بن محمد آل ظافر رئيس قسم وقاية النبات، واستغرقت الرحلتان أسبوعين تم خلالهما القيام بالعديد من الرحلات الاستكشافية لدراسة النمل في منطقة الجبل الأخضر حيث جمعت مئات العينات من أنواع النمل العماني.
وكان من أبرز نتائج هذه الدراسة البحثية اكتشاف نوعين جديدين من النمل من منطقة الجبل الأخضر، وهذان النوعان يتبعان جنساً نادراً من أجناس النمل وهو «Aphaenogaster» وأنواع هذا الجنس تبني أعشاشها تحت الأحجار ونادراً ما ترى فوق الأرض تجمع الغذاء، وتبلغ أنواع هذا الجنس 222 نوعاً فقط على مستوى العالم وذلك طبقاً لآخر الإحصائيات.
أحد هذين النوعين لم يتجاوز أعداد أفراده 20 شغالة، ووفقاً لما هو متبع في عالم الحيوان عند اكتشاف نوع جديد من الحيوانات فإنه من الضروري وصفه وصفاً علمياً تفصيلياً وتصويره وإطلاق اسم جديد عليه، وقد أرسلت عينة إلى قسم علم الحشرات بأكاديمية كاليفورنيا للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تصويره تصويراً عالي الجودة، وأطلق على النوع الجديد اسم «Aphaenogaster sarae» نسبة إلى طفلة صغيرة اسمها «سارة السعدني» عمرها عامان وهي إحدى قريبات الدكتور مصطفى شرف مكتشف النوع الجديد، وقد أهديت عينات ممثلة للنوع لمتاحف التاريخ الطبيعي في لندن وليفربول «المملكة المتحدة»، وجنيف وبازل «سويسرا» وأكاديمية كاليفورنيا للعلوم «الولايات المتحدة الأمريكية».
أما النوع الجديد الثاني فهو ينتمي لنفس الجنس ومن نفس المنطقة إلا أنه أكثر ندرة حيث لم يتم العثور إلا على 3 عينات فقط واحدة من الجبل الأخضر والاثنتين الأخريين من قرية ذي عين الأثرية بمنطقة الباحة «المملكة العربية السعودية»، وقد أطلق على هذا النوع اسم «Aphaenogaster asmaae» نسبة إلى المهندسة أسماء خاطر إحدى قريبات الدكتور مصطفى شرف.
وتم نشر البحث في العدد رقم 9 من مجلة علم النمل الآسيوي Asian Myrmecology وهي إحدى المجلات الدولية المدرجة ضمن قاعدة بيانات ISI وذات معامل تأثير 0.8، وقد لفت البحث الانتباه إلى أهمية منطقة الجبل الأخضر من المنظور البيئي، والتنوع الحيوي الفريد الذي تتمتع به المنطقة، ونأمل أن يكون هذا البحث دافعاً لمزيد من الاهتمام بتلك المنطقة الفريدة والغنية بثرواتها الطبيعية.
إضافة تعليق جديد