الخرسانة الرغوية أخف وزناً وأكثر عزلاً

تعد الخرسانة الرغوية أو ما يعرف صناعياً باسم «Cellular lightweight concrete» عبارة عن خرسانة خفيفة الوزن متعددة الاستعمالات تشكل المسامات الهوائية ما نسبته 20% على الأقل من حجمها.

يتم تحضير هذه الخرسانة بواسطة مزيج من الماء، الإسمنت، الرماد الذي يتم الحصول عليه من مخلفات مصانع الطاقة، ومواد كيميائية مختلفة تعمل على إنتاج فراغات ومسامات هوائية في خليط الخرسانة، وتختلف نسب هذه المواد تبعاً للمجال الذي ستستخدم فيه الخرسانة.

للخرسانة الرغوية استخدامات كثيرة في مختلف جوانب البناء والإنشاءات، فمن حيث الوزن، تتراوح كثافة الخرسانة الرغوية الجافة ما بين 500-1600 kg/m3 بينما تصل كثافة الخرسانة العادية إلى 2400 kg/m3؛ فهي أخف بنسبة قد تصل إلى 80% مقارنة مع الخرسانة العادية، لذا، فهي تستخدم في تشييد أساسات الطرق المقامة في المناطق ذات الأراضِي الطرية، كالمناطق السهلية، حيث إنها لا تلقي بوزن كبير على الأرض مقارنةً بالخرسانة العادية، فيتم تجنب مشكلة ظهور التصدعات في الطريق أو الانحرافات في السطح والانهيارات مع مرور الزمن.

وبسبب العدد الكبير الذي تحتويه الخرسانة الرغوية من الفراغات والجيوب الهوائية، فهي مادة ذات خصائص عالية في العزل الحراري والصوتي، لذا يتم استخدامها كمادة عازلة حرارياً أثناء بناء الأسقف، حيث يتم وضع طبقة من الخرسانة الرغوية فوق الطبقة الإنشائية للسقف، فتوفر العزل اللازم بدون إلقاء حملٍ على السقف.

بالإضافة لما سبق، تعتبر الخرسانة الرغوية مادة صديقة للبيئة، فنتيجةً لاستخداماتها العديدة، فهي تغني عن استخدام الكثير من المواد الأخرى التي قد تستخدم إلى جانب الخرسانة العادية أثناء البناء مثل المواد العازلة، كما تحتاج إلى كمية فولاذ أقل من الخرسانة العادية عند استخدامها إنشائياً، لذا، فهي أيضاً تقلل من تكاليف البناء الإجمالية والتكاليف الإضافية مثل تكلفة العزل الحراري.

مع كل هذه الإيجابيات للخرسانة الرغوية واستخداماتها، إلّا أنها تبقى محدودة الاستخدام في بعض أجزاء المباني، كالأجزاء الأساسية من البنية الإنشائية للمبنى، حيث إنها هشة نسبياً مقارنةً مع الخرسانة التقليدية، بالإضافة إلى ذلك فإن عملية تحضير الخليط تتطلب مزيجاً مثالياً ومتقناً، ويجب التعامل معها من قبل فريق مختص. 

عبدالله أسامة عبدالكريم

كلية الهندسة