يفضل الكثير ممن يعانون من اضطرابات نفسية أن يعرضوا حالاتهم عبر شبكة الإنترنت، إما عبر فيديو للتحادث مباشرة أو عبر الكتابة، ويشعر جلهم بنجاعة هذه الطريقة أكثر من الطريقة التقليدية لأنها توفر لهم حرية أكبر في التعبير عما ينتابهم دون تردد أو تحفظ مثل ما يحدث خلال جلسات العلاج داخل العيادة النفسية.
وقد أظهرت دراسة علمية أجراها باحث ونبجامعة بريستول البريطانية ونشرت في دورية “ذي لانست” أن العلاج النفسي «عن بعد» يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا في المريض أكثر من العلاج المباشر، وأن علاجات الاكتئاب عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة تبدو واعدة جدا، وقد تثبت جدواها بشكل علمي في وقت قريب.
وتم في الدراسة تقسيم المشاركين إلى قسمين، الأول يتلقى العلاج عبر الإنترنت، فيما يتلقى القسم الآخر علاجه بالطريقة التقليدية المعروفة، بما فيها وضع المريض على قوائم الانتظار لرؤية الطبيب، وخضع المشاركون لعشر جلسات علاجية، مدة كل واحدة 55 دقيقة، على مدى أربعة شهور، وبينت النتائج أن 38 في المئة من أصل 113 شخصا خضعوا للعلاج عبر الإنترنت قد شفوا تماما من الاكتئاب، مقابل 24 في المئة فقط ممن تلقوا علاجهم بشكل طبيعي.
وبهذا بينت الدراسة أن العلاج النفسي «عن بعد» يوصل المرضى إلى نتائج أفضل من تلك التي ينتجها العلاج التقليدي، ويقول الدكتور ديفيد كيسلر من جامعة بريستول البريطانية، وقائد فريق البحث “نعتقد أن الكتابة تعطي الناس الوقت للتوقف والتأمل، وهذا قد يساعد في العملية العلاجية”. من جانبه يقول الدكتور غريغوري سايمون، وهو طبيب نفسي وباحث في الفريق الصحي التعاوني في سياتل، وهو أحد المشاركين في الدراسة: “يبدو الناس أكثر حرية في الحديث عن أشياء محرجة، إذا كان الحوار يتم عبر الإنترنت، وهذا ما قد يسرع العلاج”.
إضافة تعليق جديد