الرؤية المستقبلية للجامعة في ظل رؤية المملكة 2030

 

 

تم تدشين جامعة الملك سعود منذ ما يربو عن نيف وستين سنة، بمرسوم حدد رؤيتها في نشر المعارف وترقيتها في المملكة من خلال التوسع في الدراسة العلمية والأدبية، ومسايرة الأمم في العلوم والفنون ومشاركتها في الكشف والاختراع، وما لبثت تلك الرؤية أن تبلورت في هذه العبارة المحكمة «الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة» ثم تم ترجمتها إلى ممارسات وتطلعات تتوافق مع رؤية المملكة 2030.

إن نقل المعرفة بفاعلية وكفاءة، ثم بناء الكوادر القادرة على استخدامها، ركيزتان أساسيتان في رؤية الجامعة، وفي نفس الوقت فإنهما من التحديات الصعبة التي تضطلع الدولة بمواجهتها لتحقيق رؤيتها، ومن ثم فرؤية الجامعة تعكس الركائز المعرفية لرؤية المملكة 2030.

فنرى الجامعة تسعى  إلى رفع جودة التعليم من خلال المحافظة على معايير الاعتماد الأكاديمي المؤسسي، ورفع شروط الالتحاق بالجامعة، وتقليل عدد الطلاب في المرحلة الجامعية، وزيادة نسبة الملتحقين بالدراسات العليا، وهو ما يمكن الطلاب من إحراز نتائج متقدّمة مقارنة بمتوسط النتائج الدولية والحصول على تصنيف متقدّم في المؤشرات العالمية للتحصيل التعليمي، وهو ما يعد من تطلعات رؤية المملكة 2030.

كما تسعى لخلق  بيئة تعليمية داعمة ومحفزة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفين، وتستهدف استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين، كأحد أدوات نقل المعرفة من مصدرها إلى المستفيدين، وهي تواكب في ذلك رؤية المملكة 2030 والتي نصت على تهيئة البيئة الجاذبة التي يمكن من خلالها استثمار الكفاءات البشرية، واستقطاب أفضل العقول في العالم للعيش على أرض المملكة.

بالإضافة إلى ذلك فإن الجامعة تعمل على تعزيز قدرات الخريجين، وتمكين الطلاب من اكتساب المهارات الفكرية والمهنية أثناء حياتهم الأكاديمية، كما تعمل على بناء جسور التواصل مع الجامعات والشركات والمجموعات المحلية والعالمية، ويتوافق ذلك مع رؤية المملكة 2030 التي تتطلع إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، وعقد الشراكات مع الجهات التي توفر فرص التدريب للخريجين محلياً ودولياً. 

كما تعمل الجامعة على أن تكون مركزًا لنشر الثقافة العلمية التي لا تنتقل إلا من خلال المؤسسات العلمية المستقرة القادرة على احتضان العلم وتوطينه، وتسعى للتميز بحثياً وتعليمياً في مجالات أكاديمية محددة من أجل تحقيق تقدم في التصنيفات العالمية، وهي تتماشى في ذلك مع «رؤية السعودية 2030» التي تضمنت أنها تستهدف أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل ضمن أفضل 200 جامعة دولية، ولعل جامعة الملك سعود أن تكون في صدارة هذه الجامعات الخمسة.

ولم تغفل الجامعة توفير المرونة والمساءلة من خلال إبرام عقد أداء مع الحكومة، التزامًا بنهج الشفافية الذي جرى التأكيد عليه في رؤية المملكة 2030، والذي تتطلع من خلاله إلى تفعيل معايير عالية من المحاسبة والمساءلة، من خلال إعلان كل مؤسسة لأهدافها وخططها ومؤشرات قياس أدائها ومدى نجاحها في تنفيذها.

إن جامعة الملك سعود – برؤيتها المستقبلية - تسعى لتكون ركيزة من الركائز المعرفية التي تحقق رؤية المملكة 2030، ومنارة علمية رائدة في عالم اليوم الذي لا مكان فيه ولا مكانة إلا للعلم والمعرفة.

أ. د. جبريل بن حسن العريشي

أستاذ علم المعلومات وعضو مجلس الشورى السابق

arishee@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA